للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالمعنى - والله أعلم - أنه يكون مع هذا العدد عددٌ كثير غيرُ معلوم؛ لأن تخصيص الحثية أنها غير معلومة المقدار، كالكفِّ من التراب لا يعلم عدده.

والحثيات فوق ثلاث لا يعلمُ عددهن إلا الله سبحانه، وتخصيص الثلاث أنه فردٌ كسبعين؛ لتتطابقا.

* * *

٤٣٠٩ - عن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامةِ ثَلاثَ عَرَضاتٍ، فأَمَّا عَرْضَتانِ فجدالٌ ومَعاذيرُ، وأمَّا العَرْضَةُ الثَّالثةُ فعِنْدَ ذلكَ تَطَايَرُ الصُّحُفُ في الأَيْدِي فآخِذٌ بيَمينهِ وآخِذٌ بشِمالِهِ"، ضعيف.

قوله: "يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عَرَضاتٍ"؛ أما العرضة الأولى فللجدالِ، وهو عبارةٌ عن دفع العبد الذنوب عن نفسه، وتفصيها منها، ولا سيما الكافر يأبى إبلاع الرسول، ويقول: ما رأيته ولا جاءني، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يجادله ويكذبه، ولا ينفصل الحال في ذلك الموقف، بل ينقضي بالجدال والنزاع، كما يطول ذلك في الدنيا بين يدي الحكام.

والعرضة الثانية: للمعاذير، وهي جمع (معذور)، أو (معذورة)، والياء للإشباع كـ (مياسير) جمع: ميسرة، وحاصلها: أنه يعترف ويعتذر ويقول: فعلت سهوًا، واضطررت إليه على مذهب من يقول: العبد مجبرٌ على فعله.

والعرضة الثالثة: لتطاير الصحف؛ أي: لقطع الخصومات، وإظهار الحق، وتقوية قول الأنبياء، وشهادة الحفظة على صدق العبد أو كذبه، وإنهاء الله العبيد بما قذفوه، وقد نسوا بعضه أو كله، أو افتروا وتقوَّلوا وأرادوا كتمان جرائمهم، ففضحهم الحقُّ على رؤوس الخلائق، وكذَّبهم، وصدَّق المحسن، وتفضل عليهم برحمته؛ لأنه وإن كان محسنًا، لكنه لو عدل معه استحقَّ النار؛ لأنه ما عمل عملًا في عمر قصير يستحقُّ به دخولَ دار السلام، والخلود فيه مدةً

<<  <  ج: ص:  >  >>