حتى نعس فجعل يبايعهم وهو نائم مادا يده فقال سحيم بن وثيل اليربوعي:
بايعت أيقاظا فأوفيت بيعتي … وببة قد بايعته وهو نائم
فلم يزل عبد الله بن الحارث عاملا لعبد الله بن الزبير على البصرة حتى عزله واستعمل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وخرج عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى عمان فمات بها.
٢٩٨٢ - أبو صفرة العتكي. واسمه ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن إمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد
وكان أبو صفرة من أزد دباء ودباء فيما بين عمان والبحرين. وقد كانوا أسلموا وقدم وفدهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقرين بالإسلام فبعث عليهم مصدقا منهم يقال له حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل دباء وكتب له فرائض الصدقات فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم. فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ارتدوا ومنعوا الصدقة. فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إليه فالتقوا فاقتتلوا ثم رزق الله عكرمة عليهم الظفر فهزمهم الله. وأكثر فيهم القتل. ومضى فلهم إلى حصن دباء فتحصنوا فيه وحصرهم المسلمون في حصنهم ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان الأزدي فقتل مائة من أشرافهم وسبى ذراريهم وبعث بهم إلى أبي بكر إلى المدينة وفيهم أبو صفرة غلام فلم يبلغ يومئذ فأراد أبو بكر قتله. فقال عمر: يا خليفة رسول الله قوم إنما شحوا على أموالهم. فيأبى أبو بكر أن يدعهم. فلم يزالوا موقوفين في دار رملة بنت الحارث حتى توفي أبو بكر وولي عمر بن الخطاب فدعاهم فقال: قد أفضى إلى هذا الأمر فانطلقوا إلى أي البلاد شئتم فأنتم قوم أحرار لا فدية عليكم. فخرجوا حتى نزلوا البصرة ورجع بعضهم إلى بلاده فكان أبو صفرة وهو أبو المهلب ممن نزل البصرة وشرف بها هو وولده.