للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والمصنف لم يجنح إلى هذا التعليل، بل لا يرتضيه لضعفه، وإنما العلة عنده تشبيه المطول بالمضاف لتعلق الاسم الأول بعده في الموضعين (١)، وهو تعليل حسن وعلى هذا لا تتوجه مؤاخذة الشيخ للمصنف، وأقول: إن في النفس ركونا إلى هذه المسألة، أعني أن يعامل المطول في نزع التنوين معاملة المضاف في ذلك لشبهه به، وعليه الآية الشريفة: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ (٢) (٣) وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا مانع لما أعطيت» (٤) ومنه قول الحماسي:

١٠٧٢ - لا جزع اليوم على قرب الأجل (٥)

وهذا كثير. وتقدير العامل في ذلك على خلاف الأصل.

واعلم أن الشيخ ختم الكلام على هذا الفصل بمسألة: وهي أن الاسم المركب من قبيل المشبه بالمضاف من جهة أنه لا يجوز تركيبه مع «لا» وجعلهما كاسم واحد، لما يلزم من تركيب ثلاثة أشياء، فإذا قلت لا خمسة عشر لك، فخمسة عشر في موضع نصب بلا، وليس مركبة مع «لا» والفتحة التي في «راء» عشر هي الفتحة التي كانت فيها قبل دخول «لا» عليها، وليست حادثة بسبب «لا» ومما يبين ذلك أنك لو أدخلت «لا» على عمرو به على حد دخولها على هيثم في قوله:

١٠٧٣ - لا هيثم اللّيلة للمطيّ (٦)

-


(١) ينظر شرح الرضي على الكافية (١/ ٢٥٧)، والهمع (١٤٧).
(٢) سورة هود: ٤٣.
(٣) ينظر شرح الرضي على الكافية (١/ ٣٥٧).
(٤) حديث شريف أخرجه البخاري في (١/ ١٣٩)، (٨/ ٦١، ١٠٧)، (٩/ ٧٨)، وصحيح مسلم (٥٩٣)، وأبو داود (٢/ ١٤٥).
(٥) شطر بيت من بحر الرجز المشطور لم أهتد إلى قائله.
(٦) رجز لم يعلم قائله وبعده:
ولا فتى مثل ابن خبيري
وينظر في الكتاب (٢/ ٢٩٦)، والمقتضب (٤/ ٣٦٢)، والأمالي الشجرية (١/ ٣٢٩)، وابن يعيش (٢/ ١٠٢، ١٠٣)، (٤/ ١٢٣)، والمفضل في شرح أبيات المفصل (ص ٧٦)، والتذييل (٢/ ٩٤)، وشرح الألفية للمرادي (١/ ٣٦١)، والهمع (١/ ٣٦١)، والهمع (٢/ ١٤٥)، والدرر (١/ ١٢٤)، والأشموني (٢/ ٤)، والخزانة (٢/ ١٨).
اللغة: هيثم: اسم رجل كان حسن الحداء، وقيل كان حسن الرعية، وقيل هو هيثم بن الأشتر الأسدي.
والشاهد في البيت قوله: (لا هيثم) حيث عملت لا في اسم معرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>