للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومذهب أكثر النحويين في هذا النوع أنه مضاف إلى المجرور باللام، وأن اللام مقحمة لا اعتداد (١) بها كما لا اعتداد باللام في قول الشاعر:

١٠٥٨ - يا بؤس للحرب الّتي ... وضعت أراهط فاستراحوا (٢)

وهذا القول، وإن كان قول أكثر النحويين - لا أرتضيه، لأن الإضافة التي ادعيت في الأمثلة المشار إليها إما محضة، وإما غير محضة، فإن كانت محضة لزم كون اسم «لا» معرفة، وهو غير جائز، ولا عذر في الانفصال باللام لأن

نية الإضافة المحضة كافية في التعريف مع كون المضاف غير مهيأ للإضافة كقوله تعالى:

وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ (٣) ولِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (٤)، وما نحن بسبيله مهيأ للإضافة، فهو أحق بتأثيريّة الإضافة فيه (٥).

وإن كانت الإضافة المدعاة غير محضة (٦)؛ لزم من ذلك مخالفة النظائر، لأن المضاف إضافة غير محضة لا بد من كونه عاملا عمل الفعل، لشبهه به لفظا ومعنى، نحو: هذا ضارب زيد الآن وحسن الوجه، أو معطوفا على ما لا يكون إلا نكرة، نحو: رب رجل وأخيه، وكم ناقة وفصيلها (٧). والأسماء المشار إليها بخلاف -


(١) ينظر الكتاب (٢/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، والمغني (١/ ٢١٦).
(٢) البيت من الكامل لسعد بن مالك، وهو في المحتسب (٢/ ٩٣)، والتذييل (٢/ ٨٧٠، ٨٧١)، والأمالي الشجرية (١/ ٢٧٥)، وابن يعيش (٢/ ١٠، ١٠٥)، (٤/ ٣٦)، (٥/ ٧٣)، ومغني اللبيب (١/ ٢١٦)، وشرح شواهده (٢/ ٥٨٢)، وحاشية يس (١/ ١٩٩)، والحلل في شرح أبيات الجمل لابن السيد (ص ٢٤٤، ٢٤٦)، والكتاب (٢/ ٢٠٧)، والخصائص (٣/ ١٠٢)، والمقتضب (٢/ ٢٥٣)، والتمام لابن جني (ص ١٢٠).
والشاهد قوله: (يا بؤس للحرب)، حيث أقحمت اللام بين المضاف والمضاف إليه ولذلك ورد البيت بنصب قوله (بؤس).
(٣) سورة الفرقان: ٣٩.
(٤) سورة الروم: ٤.
(٥) يكاد يكون ابن مالك في رأيه هنا متفقا مع ابن الشجري الذي قال في أماليه (١/ ٣٦٢): «وإنما ضعف حذف هذه اللام، لأنها في هذا الكلام معتد بها من حيث منعت الاسم لفصلها بينه وبين المجرور بها أن يعرف بإضافته إليه، فيكون اسم لا معرفة، وترك الاعتداد بها من حيث يثبت الألف في أب. ألا ترى أن الألف لا يثبت في هذا الاسم إلا في الإضافة نحو رأيت أباك وأبا زيد، فلولا أنه في تقدير الإضافة إلى الكاف في لا أبا لك لم تثبت الألف، وكذلك حكم اللام في قولك لا غلامي لك ولا غلامي لزيد». اه.
(٦) ينظر المقرب (١/ ١٩٢).
(٧) ينظر الكتاب (٢/ ٥٤، ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>