للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى الدارقطني (١) من جهة ابن إسحاق بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّه قيل: يا رسول الله إنه يستقى لك من (٢) محائض النساء، ولحوم الكلاب، وعذر الناس! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الماء طهور لا ينجسه شيء". ويحتمل أن يكون فيه حذف على تقدير، ويلقى فيها خرق ما ينجي الناس، كما قيل في المحائض (٣).

قوله: أتتوضأ هو بتائين مثناتين (٤) من فوق، خطاب للنبي - عليه السلام -، وقد وقع ذلك مصرحًا به من طريق الشافعي (٥)، قيل: يا سول الله إنك تتوضأ من بئر بضاعة. . . الحديث.

وفي لفظ النسائي (٦): عن أبي سعيد قال: مررت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ من بئر بضاعة؛ فقلت: يا رسول الله أتتوضأ منها وهي يطرح فيها. . . وذكر الحديث.

وعذر (٧) الناس: بفتح العين وكسر الذال المعجمة، اسم جنس للعذرة، وضبط أيضًا بكسر العين وفتح الذال كمعدة ومِعَد، وكلاهما صحيح، وضمّ العين


(١) السنن (١/ ٣١) برقم ١٣.
(٢) كذا بالأصل وهو ساقط من الإمام لابن دقيق العيد وعنه ينقل المصنف وعند الدارقطني في السنن (١/ ٣١) برقم ١٣ إنه يستقى لك من بئر بضاعة بئر بني ساعدة وهي بئر يطرح فيها إلخ. . .
(٣) انظر الإمام (١/ ١٢١).
(٤) قال ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٦٨): وأول من نبه على هذا الضبط النووي وتبعه شيخنا فتح الدين بن سيد الناس في شرح الترمذي.
قلت: وكلام النووي في شرح المهذب (١/ ٨٣) ومحقق البدر المنير قال إنه لم يقف على كلام ابن سيد الناس في شرح الترمذي وهو موجود كما ترى.
(٥) الأم (١/ ٩).
(٦) السنن كتاب الطهارة (١/ ١٩٠) برقم ٣٢٥ باب ذكر بئر بضاعة.
(٧) قال الأصمعي العذرة أصلها فناء الدار، وقال أبو عبيد وإنما سميت عذرة الناس بهذا لأنها كانت تلقى بالأفنية فكني عنها باسم الفناء كما كني بالغائط أيضًا وهذا مما يبين لك أصل العذرة ما هي غريب الحديث لأبي عبيد (٣/ ٤٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>