للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ذكر ابن (١) القطان حديث ابن إسحاق عن سليط بن أيوب وأعلّه بالجهالة (٢) في الواسطة بين سليط وأبي سعيد، وذلك منه مؤذن بأن لا علة له سوى ذلك، وقد ذكر أبو (٣) محمد بن أبي حاتم في كتاب "المراسيل" عن أبيه قال: "محمد بن إسحاق بن يسار بينه وبين سليط رجل".

ولنرجع الآن إلى ما ينبغي أن يحكم به على هذا الحديث فنقول: أما حكم الترمذي (٤) عليه بأنه حسن فجارٍ على ما قرره في السنن، ولا اعتراض عليه فيه، فإن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج عرف بروايته عن أبي سعيد (٥).

ورواية محمد بن كعب، وسليط بن أيوب (٦) عنه فارتفعت بذلك عنه الجهالة العينية، لم يقف لأحد على جرح فيه، وللحديث شاهد من حديث سهل (٧) بن سعد، وقد ذكر له الترمذي في الباب عن ابن عباس وعائشة (٨) فهو حديث لم يتهم راويه بكذب، وله شاهد، وهذا هو بعينه الحسن عند الترمذي.

وأما قول الإمام أحمد إنّه صححه (٩) فمهما حكم به أحمد بن حنبل أو علي


(١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٠٩) برقم ١٠٥٩.
(٢) وهي عند ابن القطان جهالة عين وقد سبق التنبيه على هذا.
(٣) المراسيل (١٥٦) برقم ٣٤٣.
(٤) الجامع (١/ ٩٥ - ٩٧) برقم ٦٦.
(٥) انظر الجرح والتعديل (٥/ ٣٢١) برقم ١٥٢٣ وتهذيب الكمال (١٩/ ٨٣ - ٨٤) وتهذيب التهذيب (٣/ ١٧).
(٦) انظر تهذيب الكمال (١٩/ ٨٣ - ٨٤) وتهذيب التهذيب (٣/ ١٧).
(٧) وقد مضى.
(٨) انظر الجامع (١/ ٩٧).
(٩) ذكر ذلك عنه أبو الحسن الميموني كما في تهذيب الكمال (١٩/ ٨٤) وحكاه المنذري في مختصر السنن (١/ ٧٣ - ٧٤).
قلت: وقال ابن دقيق العيد في الإمام (١/ ١١٥): "وهذا الذي ذكره الشيخ (أي المنذري) رواه الخلّال أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر في كتاب العلل عن أبي الحارث عن أحمد".

<<  <  ج: ص:  >  >>