للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عمّي: ما أقل من يتوضأ إلا ويخطئه الخط الذي تحت الإبهام في الرجل، فإن الناس يثنون إبهامهم عند الوضوء، فمن تفقد ذلك؛ فقد سلم.

فالحديث إذن صحيح مشهور.

وقد حاول أبو الحسن بن القطان (١) تصحيحه، فوقف عن ذلك لفَصْلٍ أشكل عليه، وقد أوضحناه، فزال بحمد الله الإشكال.

وهو سماع ابن أبي حاتم من أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، فإنه أشكل عليه؛ هل سمع منه، أو روى عنه إجازة؟ فإن ابن القطان (٢) ذكره عن أبي داود (٣): ثنا قتيبة: ثنا ابن لهيعة، كما ذكره الترمذي.

وضعف من رواته ابن لهيعة، ثم قال (٤): فأما الإسناد الصحيح، فقال ابن أبي حاتم: أنا أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، فذكر نحو ما ذكرناه.

ثم قال: أحمد بن عبد الرحمن، قد وثقه أهل زمانه.

قال ابن أبي حاتم: سألت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عنه، فقال: ثقة ما رأينا إلا خيرًا، قلت: سمع من عمه؟ قال: إي والله.

وقال أبو حاتم: سمعت عبد الملك بن شعيب بن الليث يقول: أبو عبد الله بن أخي ابن وهب ثقة، ما رأينا إلا خيرًا، قلت: سمع من عمه؟ قال: إي والله.

وقد أخرج له مسلم، وإنما أنكر عليه بعض من تأخر أحاديث، رواها بأخرة عن عمه، وهذا لا يضره -إذ هو ثقة- أن ينفرد بأحاديث، ما لم يكن ذلك الغالب عليه.


(١) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٦٤ - ٢٦٦).
(٢) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٦٤) برقم ٢٤٦٣.
(٣) وهو في سننه كتاب الطهارة (١ /) برقم ١٤٨ باب غسل الرجلين.
(٤) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٦٤ - ٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>