الساحل الإفريقى انتقامًا من هؤلاء القرصان. على أن الأتراك سبقوهم إلى هذه الفكرة. ففي سنة ١٥٣٤ استولى خير الدين على تونس عندما استنجد به الأمير الحفصى الذي نجا من المذبحة التي أنزلها بإخوته مولاى حسن خليفة أبي عبد الله محمد، وفى سنة ١٥٣٥ استولى شارل الخامس على تونس واستطاع مولاى حسن بمعاونته أن يسترد مملكته على أن يدفع الجزية لأسبانيا. وفضلا عن هذا فقد كان عاجزًا عن الاحتفاظ بمركزه في عاصمته لو لم تعاونه الحامية الأسبانية بالقلعة. وقد خرجت بلاد تونس من قبضته إذا استثنينا شقة ضيقة من الأرض بين تونس وبنزرت. ثم عزله عن العرش آخر الأمر أخوه أحمد سلطان (١٥٤٢ م) بعد أن سمل عينية. وقبض هذا الحاكم على زمام السلطة حتى سنة ١٥٦٩ عندما استولى على تونس اولوج على ليمنع الأسبانيين من استعمال المدينة قاعدة أعمالهم الحربية الموجهة على الأتراك. وقد استطاع الحفصيون أن يستعيدوا عرشهم لآخر مرة في سنة ١٥٧٣ بفضل الحملة الظافرة التي قام بها دون جوان النمسوى، ولكن سنان باشا استولى في السنة التالية على تونس والقلعة (٩٨١ هـ = ١٥٧٤ م) وأخذ مولاى محمد آخر أمراء الحفصيين أسيرًا إلى الآستانة فمكن الأتراك لأنفسهم في بلاد تونس تمكينًا.
[المصادر]
(١) ابن خلدون: البربر، ترجمة de Slare: الجزءان الثانى والثالث.
(٢) الزركشى: تأريخ الدولتين الموحدية والحفصية، تونس ١٢٨٩ هـ, الترجمة الفرنسية بقلم Chro-: Fagnan nique des Almohades et des Hafcides, قسنطينة عام ١٨٩٥.
(٣) القيروانى (ابن أبي دينار): المؤنس في أخبار إفريقية وتونس، تونس ١٢٨٣، الترجمة الفرنسية بقلم Pellissier et Remusat: -l'Algerie sci Eploration scientifque de geographiques ences historiques et جـ ٧، باريس ١٨٤٥.