للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقاومة. وفي الوقت ذاته مضت الإدارة الجزائرية (بقيادة حسان خير الدين) لإكمال استعدادها من أجل تحرير القاعدتين المذكورتين واغتنام كل فرصة للتضييق على الحاميتين الإسبانيتين المدافعتين عنهما، حتى إذا ما كان يوم الخامس من شباط (فبراير) سنة ١٥٦٣ خرج من مدينة الجزائر جيش كبير يضم (١٥) ألفا من رماة البنادق وألف فارس من الصباحية يقودهم أحمد أمقران الزواوي و (١٢) ألفا من المشاة من قبائل (زواوة وبني عباس) وقام الأسطول الجزائري بنقل الأعتدة الثقيلة والمواد التموينية من الجزائر إلى (مستغانم) التي أعدت لتكون قاعدة للعمليات.

وصل (حسان خير الدين) على رأس جيش الجزائر إلى أمام مدينة (وهران) ومرساها الكبير يوم ٣ نيسان (أبريل) وأقام معسكره قريبا منها، واتخذ مقر قيادته في (راس العين) واختار مرابض مدفعيته لتكون في مواجهة (حصن القديسين). وكان الإسبانيون في (وهران) قد أنهوا استعداداتهم الدفاعية ودعموا تحصيناتهم وقلاعهم. وتولى قيادة الحامية (دون الونزو دي قرطبة). ولم تكن الاستعدادات الإسبانية في (المرسى الكبير) أقل مما كانت عليه في وهران وقد تولى قيادة الحامية المدافعة عن (المرسى الكبير) شقيق قائد وهران (المركيز دون مارتان) وهو ابن الكونت (د. الكوديت). وقد عمل القائدان بمجرد علمها بتحرك المسلمين على طلب الدعم من إسبانيا التي أمدتهما على الفور بأربعة آلاف مقاتل تحت قيادة (دون خوان دي ماندوزا) لكن عاصفة بحرية قوية أعاقت تحرك هذا الدعم، وأغرقت ثلاثة أرباع الأسطول فلم يصل إلى وهران أكثر من ألف مقاتل (وكان قائد الأسطول الإسباني ذاته بين الغرقى). وأثناء ذلك، كان (حسان خير الدين) قد انتهى من تنظيم قواته للمعركة. وبدأت المدفعية الجزائرية

<<  <  ج: ص:  >  >>