للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسبانيين بمثل ما تثيره سيوف المجاهدين في سبيل الله. وهزت الحماسة نفوس المسلمين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الإسبانيين فتخلوا عن مواقعهم وانضموا إلى إخوانهم في الدين، في حين بقيت هناك فئة رفضت التخلي عن الإسبانيين، غير أنها رفضت في الوقت ذاته إشهار سيوفها في وجه إخوان الدين، فمضت إلى خيامها واعتزلت القتال ولم تبق أكثر من فئة قليلة صممت على مساندة الإسبانيين حتى النهاية. غير أن هذه الفئة لم تعد قادرة على دعم الإسبانيين الذين لم يبق لهم من أمل إلا التخلص من المعركة، وتأمين طريق للانسحاب، ولكن قوات المسلمين أمسكت بكل محاور التحرك، وأحدقت بميدان المعركة، وشددت قبضتها على العدو، وبات من المحال تأمين الانسحاب المنظم وحاول الجنود الإسبانيون عندئذ الفرار بصورة افرادية، غير أن قوات المجاهدين لم تترك لهم الفرصة، فمضت في مطاردتهم حتى بلدة (مازغران) وقتل القائد الإسباني (د. الكوديت) تحت أقدام جنوده وهم يتدافعون للوصول إلى أبواب مازغران. أما ابنه فكان في عداد الأسرى. واحتل المسلمون (مازغران) وأمروا كل من التجأ إليها. فكان عدد القتلى والأسرى من الإسبانيين يزيد على (١٢) ألف. وانتهت المعركة مع غروب شمس يوم الجمعة (١٢ ذي القاعدة ٩٦٥ هـ الموافق ٢٦ آب - أغسطس - ١٥٥٨).

ج - معركة المرسى الكبير (١٥٦٣م)

لم يبق للإسبانيين فوق أرض الجزائر غير قاعدتين أساسيتين هما (وهران والمرسى الكبير) ولهذا فقد عملت الإدارة الإسبانية على دعم القاعدتين بقوة ونظمتها دفاعيا. وضمنت لهما القدرة على الصمود

<<  <  ج: ص:  >  >>