أعدادهم. وكان الكونت (د. الكوديت) وجنوده يتابعون المعركة البحرية، دون أن يكون باستطاعتهم التدخل فيها أو دعم قواتهم، فلما شهدوا انتقالها إلى قبضة المسلمين أصيبوا بخيبة أمل مريرة، وفت ذلك من روحهم المعنوية.
كان مخطط تحرك قوات المسلمين يقضي بتوجه جيش المجاهدين من الجزائر إلى مستغانم. وفي الوقت ذاته تخرج حامية تلمسان ومن ينضم إليها من جموع المجاهدين بقيادة (الحاج علي - أو قلش علي) لتسير في الاتجاه المعاكس - على الطرق الداخلية - وهي متجهة من الغرب إلى الشرق بهدف منع القوات الإسبانية من أي محاولة للتسلل نحو الداخل، أو القيام بمهاجة القرى (الدواوير) للاستيلاء على ما فيها من المواد التموينية.
ودخلت القوات الإسبانية مدينة (مازغران) بدون مقاومة، وحطمت بوابتها الضخمة - الأثرية - لتنحت من حجارتها مقذوفات لمدفعيتها. ثم أسرعت في تحركها للوصول إلى (مستغانم) والتحصن فيها قبل وصول جيش الجزائر. ووصلت فعلا وهي بكامل قوتها إلى أبواب المدينة يوم ٢٢ آب - أغطس - ١٥٥٨م. فاشبكت على الفور في معركة ضارية مع قوات المجاهدين من عرب الضاحية الذين وصلوا دعما للمدينة قبل وصول الجيش الجزائري، وتمكنوا من دخول منطقة الدفاع على الرغم من الحصار الإسباني.
أعلن الكونت (د. الكوديت) النفير العام عند مطلع فجر يوم ٢٣ آب - أغطس -. وتقدم بكل قواته والقوات الموالية له من الأسوار التي لم تصمد لثقل هذه الهجمة، فتحطمت الأبواب، غير أن المقاومة في الداخل لم تتأثر فمضت تلتحم مع الإسبانيين وحلفائهم، وتحولت