والتقى الجيشان على (وادي اللبن) ودارت معركة قاسية وغير حاسمة، وهنا وصلت معلومات إلى حسان تفيد بتحرك القوات الإسبانية من وهران، وخشي أن يوثر هذا التحرك على خطوط مواصلاته، وأن يعزله عن قاعدته في الجزائر، فقرر فك الاشتباك، وعاد بجيشه إلى مرفأ (قصاصة) في الشمال. وأركب قواته ومدفعيته وعتاده السفن. وفي الوقت ذاته عاد القائد (صفطه) القائم باسمه على مدينة تلمسان، ومعه حاميته إلى قاعدته. وما أن وصل حسان بجيشه إلى الجزائر، حتى حشد أكبر قوة متوافرة له بهدف مهاجمة الإسبانيين في وهران وأرسل إلى جموع المجاهدين في النواحي يطلب إليهم الانضمام إلى قوته عند مجرى (نهر الشلف).
كان حاكم وهران (د. الكوديت) يتحرك في الوقت ذاته على رأس القوى التي أمكن له حشدها نحو الشرق قاصدا مدينة (مستغانم). وقد ضم جيشه (١٢) ألف مقاتل إسباني بالإضافة إلى جماعات كبيرة من الأعراب المرتزقة (القائد المنصور بن بوغانم) ومن معه من بني عامر وبني راشد وسواهم بالإصافة إلى مدفعية ضخمة وكميات وافرة من الذخائر وعدة سفن محاذية للجيش تحمل المؤن ووسائط القتال الثقيلة.
كان (حسان خير الدين) يتابع تحرك القوات الإسبانية بيقظة وحذر، وكان الأسطول الجزائري مستعدا لمجابهة كافة الاحتمالات الخطرة. فما كادت السفن الإسبانية تغادر مياه (أرزيو) وهي مثقلة بحمولتها حتى انقضت عليها السفن الجزائرية، واستولت عليها جميعا، وانتقل كل ما كانت تحمله إلى قبضة المسلمين، فتقووا به على