من الاحتلال الإسباني، والتركيز على وهران بصورة خاصة، غير أن مجموعة من العوائق اعترضت سبيل التحرير. واستشهد صالح رايس
(بمرض الطاعون في رجب ٩٦٣ هـ - ١٥٥٦) ثم استشهد بعد ذلك حسان قورصو، فأصدر (الباب العالي) قراره بإعادة (حسان خير الدين) واليا على الجزائر، لتبدأ صفحة جديدة من الجهاد.
ب - انتصار المسلمين في مستغانم - (١٥٥٨م).
تعرضت الجزائر لمجموعة من الانتكاسات بعد انتصارها الكبير في (بجاية). وتوافقت ظروف بعضها طبيعي وبعضها غير طبيعي، لتشكل ما يمكن تسميته بالإصطلاح الحديث (الهجمة المضادة) والتي كان من أبرز أحداثها قيام قوات الأشراف السعديين في المغرب باحتلال (تلمسان) وإخضاعها لهم.
وفي هذه الفترة، وصل حسان خير الدين إلى الجزائر (في شهر شعبان ٩٦٤ هـ = حزيران - يونيو - ١٥٠٧ م).فكان لذلك أصداء قوية فرح لها أهل الجزائر على اختلاف نزعاتهم ومشاربهم، وعادت الثقة للمجاهدين. ومضى حسان لإصلاح جهاز الإدارة قبل كل شيء، وإلى إعادة تنظيم القوات المقاتلة. ومضى بعد ذلك بجيشه إلى الغرب الجزائري، لإرجاع جماعة (الشريف السعدي) إلى ما وراء حدوده المتفق عليها، ولإنقاذ الحامية الجزائرية التي بقيت صامدة تحت قيادة الأمير صفطه (في المشور) وهي تقاوم قوات السعديين. وعندما وصل الجيش الجزائري (تلمسان) انسحبت قوات السعديين إلى ما وراء نهر الملوية، ولم تحدث سوى بعض الاشتباكات الثانوية. ولكن حسان أراد الإفادة من هذه الفرصة للقضاء على دولة السعديين المستقلة (لا سيما بعد مقتل الشريف وقيام ابنه عبد الله الغالب بالله