للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المراكب بأسرها، وفرّ فرنجها (١) بعد إسلام المراكب، فسلكوا في طريق الجبال مهاوى المهالك، ومعاطن المعاطب؛ وركب أصحابنا وراءهم خيل العرب فشلوهم شلا، واقتنصوهم أسرا وقتلا، وما زالوا يتبعونهم خمسة أيام خيلا ورجلا، نهارا وليلا، حتى لم يتركوا منهم مخبرا، ولم يبقوا لهم أثرا، وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا، وقيد منهم إلى مصر مائة وسبعون (٢) أسيرا [وسيّر هذا الكتاب إلى الديوان العزيز ببغداد (٣)] ".

ومن كتاب آخر:

«فصل: ومن جملة (٤) البشائر الواصلة من مصر عود الأسطول مرة ثانية كاسرا كاسبا، غانما غالبا، بعد نكايته في أهل الجزائر، وإخراب ما وجده (٥) فيها من الأعمال (٦) والعمائر، وفى جملة ما ظفر به في طريقه بطسة من مراكب الفرنج تحمل أخشابا منجورة إلى عكا، ومعها نجارون ليبنوا (٧) بها شوانى، فأسر النجارون ومن معهم، وهم نيف وسبعون، وأما الأخشاب فقد انتفع بها المجاهدون، وكفى شرها المؤمنون؛ وللخادم في المغرب عسكر (٨) قد بلغت أقصى إفريقية فتوحه (٨)، وعاود به شخص الدين في تلك البلاد روحه» (٩)


(١) بهذا اللفظ يلتقى النص مرة أخرى بنسخة س (٧٨ ا).
(٢) كذا في الأصل و (الروضتين، ج ٢، ص ٣٧)؛ وفى س (٧٨ ا): «مايتى وسبعون» وفى (الروضتين، ج ٢، ص ٣٦ - ٣٧) مقتطفات من جملة رسائل كتبها الفاضل عن هذه الحادثة تزيدها إيضاحا، فانظرها هناك.
(٣) ما بين الحاصرتين عن س.
(٤) كذا في الأصل، والروضتين؛ وفى س: «جماعة».
(٥) في الأصل: «وجدوا»؛ والتصحيح عن الروضتين.
(٦) الأصل وس: «الأعمار»، والتصحيح عن الروضتين.
(٧) الأصل: «لينبتوا»، وس «ليبتنوا»، وما هنا عن الروضتين.
(٨) يقابل هذه الفقرة في س جملة مضطربة ونصها: «عسكرية بلغت أقصى إفريقية وهى مفتوحة
(٩) نص هذه الفقرة في الأصل وفى س: «وعاديه في شخص تلك البلاد روحه»، وقد صححت بعد مراجعة الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>