للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب بالمشافهة الكريمة - شرفها الله تعالى - في مستهل شهر الله الأحب، رجب سنة سبع وستين وخمسمائة».

قال معين الدين - رحمه الله -: «وكل بلد من البلاد المذكورة فصّل في التوقيع جهات ما أطلق من مكوسه (١)، ولكننى اقتصرت على ذكر الجمل طلبا للاختصار».

وأما (٢) شجاعته وبسالته: فكان من أقوى الناس بدنا وقلبا ورأيا ومكيدة؛ وذكر أنه لم ير على ظهر فرس أشد منه، كأنما خلق عليه، لا يتحرك ولا يتزلزل، وكان من أحسن الناس لعبا بالكرة، يجرى الفرس ويتناولها بيده في الهواء ويرميها إلى آخر الميدان، وكانت يده لا ترى والجوكان (٣) فيها، بل تكون في كم قبائه (٤)، استهانة باللعب، وكان إذا حضر الحرب أخذ قوسين وتركشين (٥)


(١) حبذا لو كان معين الدين هذا قد أورد تفاصيل المكوس التي ألغيت ولم يكتف بالجمل، فانه كان يقدم للباحثين وثيقة من أندر وأقيم الوثائق لدراسة هذا النوع من الضرائب في الشام قبل عصر نور الدين.
(٢) وردت أخبار شجاعته أيضا في: (الروضتين، ج ١، ص ٨ وما بعدها) مع اختلاف يسير، تقديما أو تأخيرا، إيجازا أو إطنابا؛ وفى (سبط ابن الجوزى: مرآة الزمان، ج ٨، ق ا، ص ٣٠٩ - ٣١٠).
(٣) أنظر ما فات ص ٢٦٧، هامش ١.
(٤) جاء في (محيط المحيط) أن القباء ثوب يلبس فوق الثياب، وقيل يلبس فوق القميص، ويتمنطق عليه، جمعه أقبية؛ والقباء المقدار، وقد كان فخر الدين بن شيخ الشيوخ - أحد كبار رجال الدولة في عهد الملكين الكامل والصالح الأيوبيين - أول من ترك لبس العمامة ولبس الشربوش والقباء. انظر أيضا: (المقريزى: السلوك، ج ا، ص ٢٦١) و (المقريزى: نحل عبر النحل، نشر الشيال، ص ٨٥ هامش ٥).
(٥) كذا في الأصل، وهى في س (٥٥ ا): «تركاشين»، والرسمان صحيحان: «تركش» و «تركاش»، والجمع «تراكيش». والتركش لفظ فارسى معناه الجعبة أو الكنانة التي توضع فيها النشاب أو القسى. انظر (Dozy : Supp .Dict .Arab) و (المقريزى: السلوك، تعليقات الدكتور زيادة، ج ١، س ٣٧١). ويقال أيضا «جنود متركشة» أي يحملون جعبات النشاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>