للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى مدة الحصار على دمشق سيّر الملك الكامل إلى السلطان الملك المظفر توقيّعا بسلمية، فتسلمها الملك المظفر وبعث نوابه إليها. وكان الحصار على دمشق في جمادى الأولى من هذه السنة في قوة الشتاء والبرد.

ولما اشتد الحصار على الملك الصالح أذعن بتسليم دمشق إلى أخيه الملك الكامل، على أن يعوض عن دمشق بعلبك والبقاع مضافا إلى بصرى والسّواد (١)، فأجابه الملك الكامل إلى ذلك. وكان المتوسط بينهما في تقرير قواعد الصلح الصاحب محيى الدين أبا المظفر يوسف بن الشيخ جمال الدين أبا الفرج بن الجوزى رسول الخليفة الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين. وكان قد ورد من الخليفة رسولا إلى الملوك ليوفق الأمر بينهم، ويزيل ما وقع من الاختلاف.

ولما تقرر ذلك، وحلف الملك الكامل لأخيه الملك الصالح، سلم الملك الصالح إلى أخيه الملك الكامل دمشق، وتوجه إلى بعلبك وتسلمها. ودخل السلطان الملك الكامل إلى قلعة دمشق وبين يديه ابن أخيه الملك الناصر بن الملك المعظم.

واستقر الملك الكامل بقلعة دمشق لأحد عشر ليلة بقيت من جمادى الأولى (٢).

ونزل الملك الناصر داود بداره المعروفة بدار شامة داخل البلد.

ثم تقدم السلطان الملك الكامل إلى العسكر بالمسير إلى حمص لمنازلتها، فبرزت العساكر وتقدم السلطان الملك الكامل إلى السلطان الملك المظفر صاحب حماة


(١) في ابن العديم (زبدة الحلب ج ٣، ص ٢٣٥) وفى المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٥٧ «أبقى له بعلبك وبصرى وأخذ منه دمشق».
(٢) كذا في المتن، وكذلك في ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٣٥) الذى ذكر أن الكامل أخذ دمشق في تاسع عشر جمادى الأولى، بينما ذكر المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٥٧) أن السلطان الكامل تسلم دمشق في عاشر جمادى الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>