للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الارتقى - صاحب آمد وحصن كيغا -، ووصل إليه صاحب السويداء، وصاحب دارا.

فلما تكاملت العساكر عنده واجتمعت، كاتب قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكى - صاحب سنجار - ليسلم إليه سنجار ويعطيه عنها عوضا، فعزم قطب الدين على ذلك، فمنعه منه أحمد بن برتقش - مملوك أبيه -، وقام له بحفظ سنجار والذبّ عنها.

وكان نور الدين أرسلان شاه - صاحب الموصل - قد راسله الملك العادل في السنة الماضية، يخطب منه ابنته لأحد أولاده، فوقعت الإجابة إلى ذلك.

وحسّن بعض أصحاب نور الدين له مراسلة الملك العادل والاتفاق معه على أن يقتسموا البلاد التي لقطب الدين - صاحب سنجار وجزيرة ابن عمر وأعمالها - وهى التي بيد محمود بن سنجر شاه على أن تكون بلاد قطب الدين للملك العادل، والجزيرة لنور الدين.

فراسله في ذلك، فأجابه الملك العادل إليه مستبشرا به وتحالفا وتعاقدا على ذلك.

ولما دخل الملك العادل الشرق استشعر نور الدين وخاف، وأحضر أصحاب الرأى من أصحابه؛ واستشارهم فيما يفعله.

فأما الذين كانوا أشاروا إليه باستدعاء الملك العادل إلى البلاد فسكتوا، وأما الذين لم يعلموا ذلك فأشاروا بالاستعداد والحصار، وجمع الرجال، وتحصيل الذخائر، وما يحتاج إليه.

فقال نور الدين:

«نحن فعلنا ذلك وكاتبنا الملك العادل بأن يجىء إلى البلاد»

<<  <  ج: ص:  >  >>