وأما الاختلاف على داود: فروايه يزيد بن هارون وعبد الأعلى بن عبد الأعلى عنه، عن الشعبي، عن علقمة، عن ابن مسعود. وخالفهما إسماعيل بن علية - كما سبق - فرواه عن داود، وجعله من قول علقمة. ووافقه خالد بن عبد الله الواسطي في الأثر التالي؛ لكنه ذكر القراءة فقط، ولم يذكر تفسيره للآية، وهو قوله: "شيء اختلقوه". فالذي يظهر أن داود بن أبي هند كان ينشط أحيانًا فيجعله عن ابن مسعود، ويكسل أحيانًا فيقفه على علقمة. وقد ترجح رواية من رواه عن ابن مسعود؛ لتفرد إسماعيل بن علية؛ على اعتبار أن رواية خالد الواسطي الآتية قراءة فقط وليست تفسيرًا، والله أعلم. وانظر الأثر التالي. (١) لم تضبط في الأصل. وقرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي وأبو جعفر - من العشرة - وعبد الله بن مسعود وعلقمة والحسن واليزيدي وابن محيصن: {خُلْقُ} بفتح الخاء وسكون اللام. وقرأ باقي العشرة ووافقهم الأعمش: {خُلُقُ} بضم الخاء واللام. وقرأ أبو قلابة والأصمعي عن نافع: {خُلْقُ} بضم الخاء وسكون اللام. وروي عن علقمة عن عبد الله: {اختلاق}. وانظر: "تفسير الطبري" (١٧/ ٦١٤)، و "مختصر ابن خالويه" (ص ١٠٩)، و"تفسير القرطبي" (١٦/ ٥٩ - ٦٠)، و "البحر المحيط" (٧/ ٣٢ - ٣٣)، و "الدر المصون" (٨/ ٥٤١)، و"النشر" (٢/ ٣٣٥ - ٣٣٦)، و"إتحاف فضلاء البشر " (٢/ ٣١٨)، و"معجم القراءات" للخطيب (٦/ ٤٤٤ - ٤٤٥).
[١٦٥٨] سنده صحيح. وقد روي عن علقمة عن ابن مسعود كما في الأثر السابق، وتقدمت مناقشة ذلك. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (١١/ ٢٨٣) لابن جرير وابن أبي حاتم. وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (١٧/ ٦١٦) من طريق إسماعيل بن علية، عن داود بن أبي هند، به. وانظر الأثر السابق.