مولى بني هاشم، قال: حدثنا أبو سلام، عن زيدٍ العميِّ، عن أبي الصديقِ، عن عائشةَ:((أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَهَا، ثُمَّ مَضَى لوَجْهِهِ، ولم يُحْدِثْ وُضُوءًا)).
وسمعتُ أبي يقولُ:((أبو سلام هذا هو خطأ؛ إنما هو سلام الطويل، والحديثٌ منكرٌ، وسلام متروكُ الحديثِ)).
وقد ضَعَّفَ الخبرَ، بخلافِ مَن تقدَّمَ ذكرُهم في ثنايا التحقيق:
وقال العظيم آبادي:"وحديثُ البابِ ضعيفٌ"(عون المعبود ١/ ٢٠٧).
ومع ما تقدَّمَ فقد صَحَّحَ الحديثَ غَيرُ واحدٍ منَ العلماءِ:
فَصَحَّحَهُ الطبريُّ في (التفسير ٧/ ٧٣)، وعبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ في (الأحكام الكبرى ١/ ٤٣٠) -وأقرَّهُ ابنُ المُلقِّنِ في (غاية السول ١/ ١٨٠) -، وأبو الحسنِ بنُ الحَصَّارِ كما في (شرح ابن ماجه لمغلطاي ٢/ ٨٧)، وشيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (شرح العمدة ١/ ٣١٤، ٣١٥)، وابنُ التركمانيِّ في (الجوهر ١/ ١٢٦)، والزيلعيُّ في (نصب الراية ١/ ٧٢)، ومغلطايُ في (الإعلام ٢/ ٨٤)، والسيوطيُّ في (الجامع الصغير ٦٩٨١، ٧١٢٤)، ونورُ الدينِ السنديُّ في (حاشيته على سنن النسائيُّ ١/ ١٠٤)، والشوكانيُّ في (نيل الأوطار ١/ ٢٢٤)، والمباركفوريُّ في (تحفة الأحوذي ١/ ٢٣٧)، وأحمد شاكر في (تحقيقه للترمذي ١/ ١٣٥ - ١٤٢)، والألبانيُّ في (صحيح سنن أبي داود ١٧٢).
وقد قال ابنُ عبدِ البرِّ:"وَصَحَّحَهُ الكوفيون"، ولم يُسمِّ أحدًا. (الاستذكار ٣/ ٥٢).