أربعتهم: عن الحجاج عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن عائشة قالت: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُقَبِّلُ وَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ))، وزاد عند ابن ماجه:((وَرُبمَا فَعَلَهُ بِي)).
والحجاج هو ابنُ أرطاة، ضعيفٌ مدلسٌ، وقدِ اختُلِفَ عليه:
فرواه الطبريُّ في (التفسير ٧/ ٧٤) من طريق حفص بن غياث عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن زينبَ مرسلًا.
والموصولُ هو الصوابُ، فإن لم يكنْ هذا الاختلاف من حفصٍ، فهو من حجاجٍ نفسه.
وقد قال أبو حَاتمٍ، وأبو زرعة عن هذا الحديثِ:"الحجاجُ يُدَلِّسُ في حديثِهِ عن الضعفاءِ، ولا يحتجُّ بحديثِهِ"(العلل لابن أبي حاتم ١٠٩).
وقال الحاكمُ:"هذا إسنادٌ لا تقومُ به الحجةُ؛ فإن حجاجَ بنَ أرطاةَ -على جلالةِ قدره- غير مذكور في الصحيح، وزينب السهمية ليس لها ذكر في حديث آخر"(الخلافيات ٢/ ١٧٦).
قلنا: حجاج قد تابعه الأوزاعي:
فرواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ في (مصنفه ٥١٤) عن الأوزاعيِّ قال: أخبرني عمرو بن شعيب عن امرأة سمَّاها أنها سمعتْ عائشةَ تقولُ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ فَيُقَبِّلُنِي، ثُمَّ يُصَلِّي فَمَا يُحْدِثُ وُضُوءًا)).
وهذه المرأةُ التي نَسِيَ اسمها الراوي هي زينب، صرَّحَ بذلك ابنُ أبي العشرين في روايته عن الأوزاعيِّ:
فرواه الدارقطنيُّ (سننه ٥٠٥) من طريق عبد الحميد، ثنا الأوزاعي، نا