عمرو بن شعيب، عن زينبَ، ((أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ امْرَأَتَهُ وَيَلْمِسُهَا، أَيَجِبُ عَلَيْهِ الوُضُوءُ؟ فَقَالَتْ: لَرُبَّمَا تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَنِي ثُمَّ يَمْضِي فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ)).
وتابعه عليه عثمان بن عَمرو بن ساج عن الأوزاعيِّ، ذكره الدارقطنيُّ في (العلل ٩/ ١٦٢).
فنخلص من هذا كلِّه بأن الحديثَ ثابتٌ عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ من روايةِ الأوزاعيِّ، والأوزاعيُّ إمامٌ مشهورٌ، وعمرُو بنُ شُعيبٍ صدوقٌ.
فانحصرتْ علةُ هذا الطريقِ في زينبَ السهميةِ.
وبها أعلَّهُ الدارقطنيُّ، فقال:"زينبُ هذه مجهولةٌ ولا تقومُ بها حجةٌ"، وأقرَّه: البيهقيُّ في (الخلافيات ٢/ ١٧٧)، والذهبيُّ في (الميزان ٣٠٣٩)، وذكرها أيضًا في فصل النسوة المجهولات (الميزان ١٠٩٦٢).
وقال ابنُ عبدِ البرِّ:"لا تُعْرفُ"(الاستذكار ٣/ ٥٣).
وقال الحافظُ:"لا يُعْرفُ حالُها"(التقريب ٨٥٩٧).
وذكر مغلطايُ في (شرح ابن ماجه ٢/ ٩٢)، وابنُ حَجرٍ في (تهذيب التهذيب ١٢/ ٤٢٢) أنَّ ابنَ حِبَّانَ ذكرها في (الثقات)(١)، ولذا قال مغلطايُ:"فزالَ عنها -بحمد الله- اسمُ الجهالةِ، وصَحَّ حديثُها على هذا، لما أسلفناه من متابعاتٍ وشواهدَ"(شرح ابن ماجه ٢/ ٩٢).
(١) ((لم نقف عليه في المطبوع من كتاب (الثقات) لابن حبان، وقد ذكر الدكتور عبد المعطي قلعجي في حاشية كتاب (الاستذكار ٣/ ٥٣) أنه موجود في كتاب (ترتيب ثقات ابن حبان) للهيثمي الترجمة رقم (١٦١٧١)، والله أعلى وأعلم.