عبد الله بن يوسف قال: نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن مسعود، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير بن نفير يُحَدِّثُ عن أبيه أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه مرفوعًا به، وقال أيضًا:«وَذَرَارِيُّهُمْ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ».
فجعله عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وأدخل أَبَاهُ بينه وبين أبي الدرداء، وبين يزيد وبينه سعدًا.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعفِ ابنِ لهيعةَ واضطرابه فيه، ولجهالةِ سَعْدٍ كما تقدم.
وفيه أيضًا: بكر بن سهل الدمياطي، ضَعَّفَهُ النسائيُّ. وقال الذهبيُّ:"تحامل الناسُ عليه، وهو مقاربُ الحالِ"(الميزان ١/ ٣٤٦).
وقد توبع ابن لهيعة بما لا يُعتدُّ به كما تراه فيما يلي:
الطريق الثاني:
أخرجه الحاكم (٣٨٣٠) -وعنه البيهقي في (الشعب ٢٤٩٠) - من طريق عبد الله بن صالح المصري، حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، أنه سمع أبا ذر وأبا الدرداء رضي الله عنهما قالا: ... فذكره.
وهذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، غير عبد الله بن صالح -كاتب الليث-، قال عنه الحافظ:"صدوقٌ كثيرُ الغلطِ، ثَبْتٌ في كتابِهِ، وكانتْ فيه غفلةٌ"(التقريب ٣٣٨٨).
وقد تفرَّدَ به دونَ أصحابِ الليثِ، ومثله لا يُحتمل لتفرده، ومن الجائز أن يكون ابن صالح تحمله عن ابن لهيعة، فأوهم هو أو مَن دونه وجعله من حديث الليث، وليس بمحفوظٍ عنه.