وقوله:"عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير"، وتصريحه بالسماع، لعلَّه من أغاليط عبد الله بن صالح، ولا يثبتُ سماع عبد الرحمن من أبي ذر وأبي الدرداء كما تقدم.
الطريق الثالث:
أخرجه ابنُ أبي حاتم في (التفسير ١٨٨٢٠)، قال: حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب، أخبرنا عَمِّي، عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن مسعود، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير، يُحَدِّثُ أنه سمعَ أبا الدرداء وأبا ذر به
وأبو عبيد الله هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وعمه هو عبد الله بن وهب.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه علل:
الأُولى: الانقطاعُ بين عبد الله بن وهب، ويزيد بن أبي حبيب.
فيزيدُ تُوفي سنة (١٢٨ هـ)، كما في (التقريب ٧٧٠١)، وابنُ وَهْبٍ وُلد سنة (١٢٥ هـ)، (التقريب ٣٦٩٤)، أي أن ابنَ وَهْبٍ كان ابن ثلاث سنين حين ماتَ يزيدُ، وابن وهب يروي عن يزيدَ بواسطة ابن لهيعة وغيره، فيحتمل أن ابن لهيعة سقط من الإسناد، إما من الناسخ وإما من الراوي، وحينئذٍ فقد عادَ الحديثُ إلى ابن لهيعة، ويُعَدُّ هذا الوجه مما رواه أحدُ القدماءِ أيضًا!
الثانية: الجهلُ بحالِ سعد بن مسعود.
الثالثة: انقطاعُهُ بين ابن جبير وبين أبي ذر وأبي الدرداء كما مَرَّ. وما وَرَدَ من تصريحٍ بالسماعِ في سندِهِ فوهمٌ كما سبقَ.