قال ابن عبد البر أيضًا:"وأكثر الرواة لهذا الحديث إنما يذكرون فيه (حَلْق الْعَانَةِ) خاصَّةً، دون (تَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ)، و (قَصِّ الشَّارِبِ) "(الاستذكار ٢٦/ ٢٤٣).
قلنا: وهذا أيضًا فيه نظر؛ فالذي وقفنا عليه في جُلِّ المصادر- إن لم تكن كلها - فيها:(تَقْلِيم الْأَظْفَارِ، وَقَصّ الشَّارِبِ).
التنبيه الثالث:
قال الحافظ:"وقد أخرج ابن ماجَه نحوَه من طريق عليِّ بن زيد بن جُدْعان عن أنس، وفي عليٍّ أيضًا ضعْفٌ"(الفتح ١٠/ ٣٤٦).
وسبقه إلى ذلك العراقي في (طرح التثريب ٢/ ٨٢)، حيث قال:"وله طريق آخر: رواه أبو الحسن عليُّ بن إبراهيم بن سلمة القطانُ في زياداته على سنن ابن ماجه، من رواية عليِّ بن زيد بن جُدْعان عن أنس، وابن جُدْعان أيضًا ضعَّفه الجمهور والله أعلم".
قلنا: وطريق عليِّ بن زيد هذا، ليس لهذا الحديث، إنما لحديثه المشهورِ في باب خصال الفِطرة، الذي يرويه عن سلمة بن محمد بن عمَّار، عن عمَّار بن ياسر.
وقد جاء على الصواب عَقِبَ حديثِ عمَّار في المطبوع من السنن، ولعله وقع في بعض النسخ خطأً عَقِب حديث أنس، فقد وقع كذلك في "شرح ابن ماجه" لمُغْلَطاي، وكذا أثبته محقق (ط مكتبة نزار الباز ١/ ٦٥)، ولكن أبَى ذلك محققُ (ط مكتبة ابن عباس ١/ ١٢٥/ حاشية ٢)، فذكره في موضعه الصواب، ونبه على هذا الخطإ. والله أعلم.