ولذا قال الذهبي:"ثقة، فيه شيء مع كثرة علومه، قيل: كان أُمِّيًّا، وهو من زهَّاد الشيعة"(الكاشف ٧٩٢).
فخلاصة القول فيه: أن الرجل إنْ لم يكن ثقة، فلا ينزل بحالٍ عن رتبة صدوق، كما قال الحافظ:"صدوق زاهد، لكنه كان يتشيَّع"(التقريب ٩٤٤). والله أعلم.
ولهذا تعقَّب النَّوَوي العُقَيلي وابنَ عبد البر، في إعلاهما لهذا الحديث؛ فقال:"قلت: وقد وثَّق كثيرٌ من الأئمة المتقدمين جعفرَ بن سُلَيْمان، ويكفي في توثيقه احتجاجُ مسلم به، وقد تابعه غيرُه"(شرح مسلم للنووي ٣/ ١٥٠).
وكذا ابنُ عبد الهادي، فقال:"وقد وثَّق جعفرًا: ابن مَعين وغيرُه. وقال ابن عَدِي: هو ممن يجب أن يُقبل حديثُه"(المحرر ١/ ٩٧).
ثم إن جعفرًا لم ينفرد به، بل تابعه صدقةُ بن موسى، وهو إن كان ضعيفًا، وخالفه في التصريح برفعه- كما سيأتي-، إلا أنه يؤكِّد أن للحديث أصلًا، وقد استشهد الإمام أحمدُ بمتابعته هذه، وتعجَّب من استنكار شعبةَ للحديث.
وقال ابن حجر:"وأشار العُقَيلي إلى أن جعفر بن سُلَيْمان الضُّبَعي تفرَّد به وفي حفظه شيء، وصرَّح ابن عبد البر بذلك، فقال: "لم يروِه غيرُه، وليس بحُجَّة". وتُعُقِّب بأن أبا داود والتِّرْمذيَّ أخرجاه من رواية صدقة بن موسى عن ثابت، وصدقة بن موسى وإن كان فيه مقالٌ لكنْ تبيَّن أن جعفرًا لم ينفرد به"(الفتح ١٠/ ٣٤٦).