للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٣٠٩).

وهذا الاحتمال الذي أبداه ابن رجب وارد جدًّا، والسياق يساعده، وحينئذٍ لا يكون في الحديث المرفوع ما يشهد لمسألة الباب. والله أعلم.

هذا، وقد خالف الألباني، فقال: ((إسناده صحيح على شرط الشيخين! وصححه عبد الحق)).

ثم قال بعد قليل: ((هذا إسناد صحيح على شرط البخاري، وقد أُعِل بالانقطاع، ويأتي الجواب عنه)) (صحيح أبي داود ٢/ ١١١).

ثم ذَكَر قول ابن التركماني السابق: ((وفي تسمية هذا منقطعًا نظر) وعلق عليه قائلًا: ((ولعل وجهه أن عكرمة ... تابعي مات سنة (١٠٧ هـ)؛ وهو غير معروف بالتدليس، فروايته محمولة على السماع، إلا إذا وُجد ما يدل على الانقطاع، وليس لدينا شيء من ذلك.

وقول الخطابي: ((إن عكرمة لم يسمع من أم حبيبة))! لا ندري ما مستنده في ذلك؟ ! ولم يذكره أحد ممن ترجم لأم حبيبة وعكرمة!

نعم، هناك مجال للشك في سماع عكرمة منها، كما فعل الحافظ ... فلو كان صحيحًا ما ذكره الخطابي من نفي السماع؛ لجَزَم الحافظ بذلك ولم يشك! على أن الشك المذكور خلاف الأصل؛ لِما ذكرنا. والله تعالى أعلم)) (صحيح أبي داود ٢/ ١١٢).

وصنيع الحافظ المشار إليه هو بشأن قول عكرمة: ((كَانَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ تُسْتَحَاضُ؛ فَكَانَ زَوْجُهَا يَغْشَاهَا)).

قال الحافظ: ((هو حديث صحيح إن كان عكرمة سمعه منها)) (الفتح ١/ ٤٢٩).