وترجم له الخطيبُ في (المتفق والمفترق ١١٧٣)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وليس هو كثيرَ بن أبي كثير المُزَنيَّ، المترجَمَ له (تهذيب التهذيب ٨/ ٤٢٧)، وقال عنه الحافظ:"مقبول"(التقريب ٥٦٢٩).
لأن الخطيبَ فرَّق بين كثير بن أبي كثير المُزَنيِّ، وكثيرِ بن أبي كثير صاحبِ حديثِنا.
والذي يظهر لنا أيضًا أنه ليس هو كثيرَ بن أبي كثير مولى عبد الرحمن بن سَمُرةَ؛ لأمرين:
الأول: أن كثير بن أبي كثير مولى عبد الرحمن بن سَمُرةَ، ترجم له الخطيبُ في (المتفق والمفترق ١١٧٠)، وذكر أنه سمِع عبدَ الرحمن بن سَمُرة، وسعيدَ بن المُسَيِّب، وأبا عِيَاض، وروَى عنه: قَتادةُ بن دِعَامةَ، وأيوبُ السَّخْتِياني، ومنصورُ بن المُعْتَمِر، وعبد الله بن القاسم شيخٌ لعبد الله بن شَوْذَب.
فلم يذكر من شيوخه ابنَ عباس، ولا من الرواة عنه هشامَ بن حسَّان.
ثم ذكر الخطيبُ في (المتفق والمفترق ١١٧٣) كثيرَ بن أبي كثيرٍ آخَرَ، يَروي عن ابن عباس، حدَّث عنه هشامُ بن حسان، ثم روى الخطيب حديثَنا من طريق هشام بن حسان، عن كثير بن أبي كثير، عن ابن عباس، موقوفًا به.
فهذا يدلُّ على أن الخطيبَ يرى أن كثير بن أبي كثير هذا، غيرُ كثير بن أبي كثير مولى عبد الرحمن بن سَمُرةَ؛ ولذلك فرَّق بينهما.
الثاني: أن كثيرًا مولى عبد الرحمن بن سَمُرةَ لم يذكروا في ترجمته هشامَ بن حسان من الرواة عنه، وإن كانوا قد ذكروا أنه يَروي عن ابن عباس.