يحيى الضرير، قال: حدثنا شَبَابةُ بن سَوَّارٍ، قال: حدثنا المُغِيرة بن مسلم، عن هشام بن حسَّان، عن كثير مولى سَمُرَةَ (١)، عن ابن عباس، به.
قال الطَّبَراني:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن كثير مولى سَمُرةَ إلا هشامٌ، ولا عن هشام إلا المُغِيرةُ بن مسلم، تفرَّد به: شَبَابةُ".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه ثلاثُ عللٍ:
العلةُ الأُولى: زكريا بن يحيى الضرير؛ ترجم له الخطيبُ في (تاريخه ٤٥٢٤) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكر أنه روَى عنه جمعٌ، إلا أنه أوردَ له حديثًا منكرًا. وقال الذَّهَبي:"محلُّه الصدق"(تاريخ الإسلام ٦/ ٨٤). وقال محمد عَمرو عبد اللطيف:"له مناكيرُ عديدةٌ عن شَبَابةَ بن سَوَّار"(أحاديث ومرويات في الميزان ١/ ٣٤). قلنا: وهذا من روايته عن شَبَابةَ. وأمَّا الهَيْثَميُّ فلم يقف على ترجمته، فقال:"لم أعرفه"(مجمع الزوائد ٨٧٥١).
العلة الثانية: كثيرٌ مولى سَمُرةَ؛ مجهول، قال الدُّوري:"سمِعتُ يحيى يقول -وقلت له: إن يزيدَ بن هارونَ يَروي عن هشام، عن كثير بن أبي كثير، عن ابن عباس:((ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمُ المَلَائِكَةٌ: نَائِمٌ جُنُبٌ، وَمُتَضَمِّخٌ بِخَلُوقٍ، وَجِنَازَةُ كَافِرٍ)، مِن كثير بن أبي كثير هذا؟ فقال: - "لا أدري" (تاريخ ابن مَعِين رواية الدُّوري ٤٩١٢).
(١) كذا في الأصل، وذكر محقِّق المعجم الأوسط: أن المعروف أنه مولى عبدِ الرحمنِ بن سَمُرة، وكذا ذكره الهَيْثَمي في مَجْمَعه، كما سيأتي.