للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن صاحبَ كلمة هشام إنما هو عبد الله بن بحير القاص، فهو إذن صاحب توثيق ابنِ مَعِينٍ، وهو غير أبي وائل صاحبنا كما بَيَّنَّاهُ.

رابعًا: قولُ ابنِ مَعِينٍ: "عبد الله بن بحير ثقة"، وقوله: "أبو وائل المراديُّ الصنعانيُّ ثقة"، كلاهما من رواية تلميذه إسحاق بن منصور الكوسج، وسؤالاته من التراث المفقود، ولم نجدْ أيًّا من هاتين الروايتين عند غيرِهِ من تلاميذِ ابنِ مَعِينٍ رغم كثرتهم! بل لم نجدْهما حتى عن الكوسجِ نفسِه في شيءٍ من كتب الجرح والتعديل المسندة سوى عند ابنِ أبي حاتم!

حتى إن الدارقطنيَّ، والخطيبَ -وهو ممن يعتني بنقل أقوالِ ابنِ مَعِينٍ- لما ترجما لابنِ بحير، وقد خلطاه بأبي وائل؛ لم يذكرا فيه سوى قول هشام بن يوسف: "كان يتقن ما سمع"، وتوثيق ابن مَعِينٍ أحرى بالذكر، فلماذا لم يذكراه؟ !

فهل من المحتمل أن أصلَ ما رُوي عن الكوسجِ هو ما رواه الدُّوريُّ في (التاريخ/ ٣٦٩٠) قال: "سمعتُ يحيى يقول: عبد الله بن بحير، أو: بجير -شَكَّ أبو الفضل- يَروي عنه أبو داود الطيالسيُّ، وهو ثقة"؟

وأبو الفضل هو الدُّوريُّ نفسُه، وقد رواه ابنُ شاهينَ في (تاريخ أسماء الثقات ٦٣٧) بالشك أيضًا، فقال: "عبد الله بن بُجَير- أو: بَحير- يَروي عنه أبو داود، ثقة، قاله يحيى". والذي يَروي عنه أبو داود الطيالسيُّ هو عبد الله بن بُجَير -بالجيم-، أبو حُمْران البصري، فهو غير صاحبنا.

ولكن إذا كانتِ الروايةُ بالشك بين "بُجَير" وبين "بَحير" حتى عند الدوريِّ نفسِه، فماذا لو وصلت لغيره بلفظ "بَحير" فقط، دون ذكر رواية الطيالسيِّ؟ !

لا شَكَّ أن أمرًا من الأمور المذكورة ليس كافيًا وحده للتشكيك فيما نقله