ابن أبي حاتم، بل قد يَرى ذلك البعض شططًا في التفكير.
ولكن اجتماع هذه الأمور كلها، مع معارضة ابن حِبَّانَ لهذا التوثيقِ، مع الاختلاف الكبير في هذا الراوي حتى وصفه بعضُهم -كما في (الإكمال لمغلطاي/ ٢٠٦) بالاضطراب- كل ذلك يجعل الناقد لا يطمئنُ إلى هذا التوثيقِ، بل ولا يعتمدُ على مثل هذا الراوي. والله أعلم.
٢ - عروة بن محمد بن عطية السعدي، من رجال أبي داود، وَلَّاه عمر بن عبد العزيز على اليمن (الطبقات الكبرى ٧/ ٣٣٥)، وكان من صالح عمال عمر (تاريخ دمشق ٤٠/ ٢٩١)، وذَكَره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٧/ ٢٨٧)، وقال:"يُخْطِئُ، وكان من خيارِ الناسِ"، وقال الذهبيُّ:"كان ذا زهد وصلاح"(تاريخ الإسلام ٧/ ١٧٠)، وقد روى عنه جماعةٌ منَ الثقاتِ.
ومع ذلك قال ابنُ حَجرٍ:"مقبول"! (التقريب ٤٥٦٧).
بل قال الألبانيُّ:"عروة بن محمد وأبوه، هما عندي مجهولا الحال، ولم يوَثِّقْهُمَا غيرُ ابنِ حِبَّانَ على قاعدته! ".
ثم قال:"وأما عروة، فقد روى عنه جماعةٌ، لكنه لم يوَثِّقْهُ غيرُ ابنِ حِبَّانَ كما ذكرنا، فبقي على الجهالة"، ولذا ذَكَر حديثنا هذا في (الضعيفة ٢/ ٥١)، وقال:"فيه مجهولان"، يعني: عروة وأباه، وقد رَجَعَ عن تجهيله لعروة في موضعٍ آخرَ من (الضعيفة ٦٤٥١)، كما اعتد بأبيه في موضعٍ آخرَ من (الصحيحة ٢٧٢٨)! .
٣ - محمد بن عطية السعدي، قيل: إن له صحبة. وهو خطأ، والصحيح أن الصحبةَ لأبيه كما قال ابنُ عساكر في (تاريخ دمشق ٥٤/ ٢٢٠)، والمزيُّ في (التهذيب ٢٦/ ١١٨)، وذَكَره أبو الحسنِ ابنُ سُمَيْع في الطبقة الثالثة منَ