للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي ترجمة أبي وائل نقلَ عن أبيه عن إسحاق بن منصور عن يحيى بنِ مَعِينٍ أنه قال: "أبو وائل المراديُّ الصنعانيُّ ثقة"! (الجرح والتعديل ٩/ ٤٥٢).

فهاتان العبارتان: "عبد الله بن بحير ثقة"، و"أبو وائل المراديُّ الصنعانيُّ ثقة"، من المفترض أنهما لرجلين مختلفين على الأقل عند ابنِ أبي حاتم كما بَيَّنَّاهُ، ولكن المزي -وهو ناقل عن ابن أبي حاتم- قد جمع بين هذين الرجلين في ترجمة واحدة، ولم يذكر تحتها من عبارتي ابنِ مَعِينٍ سوى كلمة "ثقة"! ، فلماذا خالف صنيع ابن أبي حاتم دون أن يبين حجته؟ ! فلا هو نَقَل العبارتين مدللًا على أنهما لرجل واحد، ولا هو تعرَّضَ لصنيع ابن أبي حاتم أصلًا! فلماذا يا ترى؟ ! مع أن الحاجةَ ماسةٌ إلى ذلك!

ثانيًا: قد ذكرنا أن ابنَ أبي حاتم ذكر "هشام بن يوسف" ضمنَ تلاميذ أبي وائل. وإنما هو من تلاميذ ابن بحير القاص كما بَيَّنَّاهُ، فقد خلط بين الرجلين في هذه الجزئية! -حتى إن محقق الكتاب ظَنَّ أن كلتا الترجمتين لرجلٍ واحدٍ! -.

فهل يحتمل أن الخلطَ قد تعدى ذلك إلى التوثيقِ؟ ! وأن إحدى العبارتين قد ذُكرتْ بالمعنى؟ ! وأن هذا هو ما اعتقده المزيُّ؟ وغابَ عنه تبويب ابن أبي حاتم؛ لبُعْد الشُّقة بينه وبين الترجمة الثانية؛ ولذا لم يتعرضْ لقضية التفرقة أصلًا! أم أنه ليس لابنِ مَعِينٍ من هاتين العبارتين سوى كلمة "ثقة" التي نقلها المزي، وما سواها فلمن دونه؟ !

ثالثًا: وبِناء على ما سبق، فإن الذي وَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ إنما هو الذي قال فيه هشام بن يوسف: "كان يتقنُ ما سمعَ"، هكذا جَمَعَ بينهما ابنُ أبي حاتم نفسُه، وذَكَرهما المزيُّ تحت ترجمة واحدة جَمَع فيها بين الرجلين، وقد بينا