للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونقله عنه ابنُ حَجرٍ في (التهذيب ٥/ ١٥٤)، وأقرَّه!

وفاته أن الذهبيَّ نفسه قال في (تاريخ الإسلام ١٠/ ٢٨٩): "وَهِم مَن قال: هو ابن بحير بن ريسان"! ثم قال: "فيه ضعف"، وقال أيضًا: "وله غرائب". ولما ذَكَر كلام ابنِ حِبَّانَ في (الميزان ٢/ ٣٩٥) و (المغني ٣١١١)، لم يتعقبه، بل مالَ إليه، وختم الترجمة في (المغني) بقوله: "له مناكير"، وترجم له في (ديوان الضعفاء ٢١٢٤، ٥٠٧٣)، وقال فيه: "منكرُ الحديثِ بمرة"، وفي (مختصر المستدرك ١/ ٣٧١) قال فيه: "ابن بحير ليس بالعمدة، ومنهم من يقويه"، ولهذا التناقض انتقده ابنُ الملقنِ في (البدر ٥/ ٣٣٢).

وقال ابنُ حَجرٍ في (التقريب ٣٢٢٢): "وَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ، واضطربَ فيه كلام ابنِ حِبَّانَ"! ومع ذلك لما ذَكَر أثر أبي وائل -الذي مَرَّ آنفًا عن ابنِ المباركِ- في (المطالب ٣٤٨٣) من رواية عبد الرزاق أيضًا عن أبي وائل، ضَعَّفَهُ فقال: "هذا إسنادٌ ضعيفٌ"! وليس في سندِهِ مَن يُعَل به سوى أبي وائل!

وقد اضطررنا لذكر كلام الذهبيِّ وابنِ حَجرٍ رغم أنهما قد خلطا بين أبي وائل وبين ابن بحير؛ لأن لأبي وائل من كلامهما نصيبًا. وعلى كُلٍّ، فهما متأثران بترجمة المزيِّ، ولا يلحق أبا وائل مما ذكروه سوى توثيق ابنِ مَعِينٍ مقابل جرح ابنِ حِبَّانَ.

وحتى توثيق ابنِ مَعِينٍ الذي ذكره ابنُ أبي حاتم وتبعه عليه المزيُّ وغيره- عليه عدة ملاحظات:

أولًا: أنه في ترجمة عبد الله بن بحير القاص قد نقلَ ابنُ أبي حاتم عن أبيه عن إسحاق بن منصور عن يحيى بنِ مَعِينٍ أنه قال: "عبد الله بن بحير ثقة" (الجرح والتعديل ٥/ ١٥).