للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

((حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحُجُّوا))، وهو من رواية عبد الرزاق عنه على الراجح كما في (التلخيص ١/ ١٩٣، ١٩٤).

فهذا يعني أن عبد الله بن بحير المترجم له في (التهذيبين) ليس هو ابن ريسان عند ابنِ حِبَّانَ والخطيبِ ومَن تبعهما، خلافًا لما جزمَ به أبو داود، والمزيُّ، وغيرهما، وبهذا تعقب مغلطايُ في (الإكمال/ ٢٨١٢) على المزيِّ، كما تعقب ابن ناصرٍ في (التوضيح ١/ ٣٥٣)، على الذهبيِّ الذي تبع المزي في بعضِ كتبه، وخالفه في بعضِها الآخر! كما سيأتي.

ولكن المتأمل يجدُ أن ابنَ ريسان المذكور في كلام ابنِ حِبَّانَ والخطيبِ ليس هو ابن ريسان المذكور في كلام المزي! ولا نعني بذلك أنه يوجد رجلان يسمى كل منهما "عبد الله بن بحير بن ريسان"! ولكن قد سُمي كل من الرجلين -أو أحدهما- بغير اسمه الحقيقي!

فابنُ حِبَّانَ قد ترجم في (الثقات ٧/ ٢٢) لـ "عبد الله بن بحير اليماني" كما سبقَ، وترجم فيه أيضًا لـ "عبد الله بن (بحير) بن ريسان من أهل اليمن، يَروي عن (ابن) طاوس، روى عنه عبد الرزاق" (الثقات ٨/ ٣٣١).

فأيُّ الرجلين عنَاه ابنُ حِبَّانَ بقوله في المجروحين: "وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان"؟

فأما الأول فلم ينسبه لـ"ريسان" قط، فلا شَكَّ أنه عنى الثاني الذي يَروي عنه عبد الرزاق، لاسيما وقد خلط في (المجروحين) بين الأول وبين أبي وائل كما بَيَّنَّاهُ.

وابن ريسان هذا الذي ترجمَ له ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، والخطيبُ في (التلخيص)، ليس هو عبد الله بن بحير، وإنما هو عبد الله بن عيسى بن