للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولذا لم يُذكر "هشام بن يوسف" في تلاميذ أبي وائل القاص عند البخاريِّ، ومسلمٍ، وأبي أحمدَ الحاكمِ، كما سبقَ.

وهذا أحد الفروق بين أبي وائل القاص وبين ابن بحير القاص، فأبو وائل يَروي عن الأمير عروة، ولا يَروي عنه ابن بحير. وابن بحير يَروي عنه هشام، ولا يَروي عن أبي وائل!

وأما الجانب الآخر الذي فيه نظر: فهو الجمع بين أبي وائل القاص -الذي ظنَّه بعضُهم خطأ: عبد الله بن بحير- وبين عبد الله بن بحير بن ريسان.

وهذا الجمع هو مقتضى صنيع أبي داود، وعليه سارَ المزيُّ ومَن تبعه.

وهو يُخَالِفُ ما ذَهَبَ إليه جماعةٌ منَ العلماءِ، حتى من خلط بين أبي وائل وابن بحير:

فقد قال ابنُ حِبَّانَ: "أبو وائل القاص اسمه: عبد الله بن بحير الصنعانيُّ، وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان، ذاك ثقة. وهذا يَروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعانيُّ- العجائب التي كأنها معمولةٌ، لا يجوزُ الاحتجاج به" (المجروحين ١/ ٥١٨).

وتبعه السمعانيُّ في (الأنساب ١٠/ ٣٠٢)، وابنُ الجوزيِّ في (الضعفاء ١٩٨٩)، وابنُ طَاهِرٍ القيسرانيُّ في (التذكرة ١١١٠)، وابنُ ناصرِ الدينِ في (التوضيح ١/ ٣٥٣)، ومغلطايُ في (الإكمال/ ٢٨١٢)، إلا أنه لم يخلط بين أبي وائل وبين ابن بحير كما سبقَ.

وكذلك فَرَّق بينهما الخطيبُ، فترجم لعبد الله بن بحير، أبي وائل الصنعانيُّ القاص- بنحو ما ترجم به الدارقطنيُّ آنفًا، ثم قال: "وعبد الله بن بحير بن ريسان الحميري حَدَّثَ عن محمد بن أبي محمد"، وساق له حديث: