رَعَفَ ... )) الحديث، فقال:"هكذا رواه ابنُ عياش، وإنما رواه ابنُ جريج عن أبيه، ولم يسندْه عن أبيه، ليس فيه عائشة"(السنن الكبرى للبيهقي عقب ٦٧٧).
وقال أبو زرعة الرازي -وقد سُئِلَ عن هذا الحديثِ-: "هذا خطأ؛ إنما يروونه عنِ ابنِ جُرَيجٍ، عن أبيه، عن ابنِ أبي مليكةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا"(علل ابن أبي حاتم ٥٧). وبنحوه في (العلل ٥١٢).
قلنا: ولم نقفْ عليه هكذا، إنما هو ابنُ جريجٍ عن أبيه مرسلًا، ليس فيه ابنُ أبي مليكةَ؛ ولهذا قال ابنُ دقيقِ العيدِ:"هذا لون آخر ينبغي أن يُتتبع بالكشف"(الإمام ٢/ ٣٤٥).
وقال ابنُ عَدِيٍّ -عقب رواية ابن عمار-: "وهذا الحديثُ رواه ابنُ عياش مرة هكذا، ومرة قال: عنِ ابنِ جُرَيجٍ عن أبيه عن عائشةَ. وكلاهما غير محفوظين"(الكامل ٢/ ٩٢).
وقال -عقب رواية الطاطري-: "وعبد العزيز بن جريج أُنكرَ عليه هذا الحديث، وهذا غير محفوظٍ عنِ ابنِ جُرَيجٍ، إنما يَروي عنه إسماعيل بن عياش، وابن عياش إذا رَوى عن أهل الحجاز وأهل العراق فإن حديثَه عنهم ضعيفٌ، وإذا رَوى عن أهل الشام فهو أصلح"(الكامل ٨/ ٣٣٣).
وَأَقرَّهُ ابنُ الجوزيِّ في (العلل المتناهية ٦٠٨).
وقال الدارقطنيُّ: "رواه إسماعيل بن عياش، عنِ ابنِ جُرَيجٍ، عن أبيه. وعن ابنِ أبي مليكةَ، عن عائشةَ. وعن عطاء بن عجلان، عن ابنِ أبي مليكةَ، عن عائشةَ. وخالفه أصحابُ ابنِ جُريجٍ، منهم: حجاج، وعثمان بن عمر، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الوهاب بن عطاء، رووه عنِ ابنِ جُرَيجٍ،