للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويقول تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١٠] الآية. والنجوى: حديث النفس.

وفي حديث عبد الله بن زيد أن النبي قال: «لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا». (١)

الحال الثالثة: إذا كان الشك مجرد وهم فإن الإنسان لا ينظر إليه.

والشك: تساوي الأمرين، فإن ترجح أحدهما فالراجح ظن، والمرجوح وهم، فإذا كان الشك مجرد وهم؛ فإن الإنسان لا ينظر إليه؛ لأن هذه الخطرات لا حقيقة لها.

قوله: [لكع]: بوزن عمر، يقال: رجل لكع: أي لئيم، وقيل: هو العبد الذليل النفس.

والمراد به الشيطان، فالمسلم يترك مثل هذه الشكوك لا ينظر إليها في هذه المواضع؛ لأنها من الشيطان، وهذه الشكوك تولد الوسواس عند الإنسان فإذا حصل له الوسواس ثقلت عليه العبادات كالوضوء، والغسل، والصلاة، وإذا ثقلت عليه أدّى به ذلك إلى تركها نسأل الله السلامة، وأرشد النبي إلى علاج مثل هذه الشكوك قال : «لينته، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم» (٢) فإذا فعل ذلك فإنها تزول عنه بإذن الله.

وقوله: [لينته] أي ليعرض عن هذه الوساوس، ولا ينظر إليها.

• • •


(١) تقدم تخريجه ص (١١٣).
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٧٦)، ومسلم رقم (١٣٤).

<<  <   >  >>