الْفَائِدَة الأُولَى: بَيَان أهميَّة السير فِي الْأَرْض؛ ويُؤْخَذ من أمرِ اللهِ رسولَه أن يُبَلِّغَهُ إِلَى النَّاس.
وَقَدْ قُلْنَا: إن كُلّ حُكْم أو خَبَر يُصَدَّر بـ {قُلْ} فَهُوَ دليل عَلَى الاهتمامِ به، كَأنَّ الله تَعَالَى جعل له عناية خاصّة بالوَصِيَّة بإبلاغِه، وإلّا فجميع الكتاب الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - مأمور بِتَبْلِيغِهِ {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}[المائدة: ٦٧]، لكِن كون هَذَا الأَمْر يُصَدَّرُ بـ {قُلْ} إذن ففيه عناية خاصَّة بتبليغه.
الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ: أن السير فِي الْأَرْض ذو فائدة عظيمةٍ، ولهَذَا أُمِرَ بإبلاغه عَلَى سبيل الخصوص.
الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ: أن السائرَ فِي الْأَرْض يَجِب عليه أن يَكُونَ سيره عَلَى سبيلِ التفكُّر والاتِّعاظ؛ لِقَوْلِهِ:{فَانْظُرُوا كَيْفَ} والأَمْرُ للوجوبِ، لا سِيّما إذا كَانَ هَذَا المُخاطَب مُعَانِدًا؛ لِأَنَّ الآيةَ هنا {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} يخاطب المعاندين الجاحدينَ، فَإِنَّهُ يَجِب عليه أن يسيرَ وينظرَ؛ لِأَنَّ هَذَا طريقٌ إِلَى هدايتِهِ.