للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له الحقّ، إِلَّا أَنَّهُ قد يَكُون فِي هَذَا الاجتهادِ سببٌ منَ الأَسْبَابِ منعَ مِنَ الوصولِ إِلَى الحقِّ. وكلُّ مجتهدٍ معه آلةُ الاجتهادِ عَلَى ما يَنبغي.

ونعلم أن الْإِنْسَان المُجتهد إذا سلَك طُرُق الاجْتِهاد فلَا بُدَّ أن يصلَ، وإلا لبقيَ الْحَقَّ أعمى، لكِن هَذَا المجتهد إذا بذل جهدَه فإنه يصل، وجهده قد لا يَكُون هُوَ السَّبَب الوحيدَ الَّذِي يُوصِل إِلَى الحقّ، يَقُول: هَذَا جَهدي وهَذِهِ طاقتي، لكِن قد يَكُون عنده نقصٌ فِي العلمِ أو نقصٌ فِي الفهمِ، وَأَمَّا نقص السبل فقد يراجع المسألة فِي كتاب أو كتابينِ بينما أن هناك كتبًا أخرى تفيده أكثر مما راجع، فيَكُون هَذَا نقصًا فِيهِ، فحينئذٍ يخالفه الصَّوابُ من أجل ذلك، فليس معنى أَنَّهُ اجتهد أَنَّهُ أراد الْحَقَّ فقطْ، بل معناه أَنَّهُ بذلَ ما يستطيعُ مِن جهدٍ.

ولكِن هل بَذْلُ ما يستطيعه من جهدٍ هُوَ الطريقُ المؤدِّي إِلَى الحقِّ؟

الجواب: لا، ثُمَّ إنَّهُ إنْ طلبَ الْحَقَّ ومُنِعَ منه فَإِنَّهُ لا يعاقَب عليه، فالشَّيْء الَّذِي يغير اختياره لا يعاقب عليه، قَالَ تَعَالَى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦].

* * *

<<  <   >  >>