للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحجتنا على سفيان أنَّه أسقط من الإسناد وساطته عن الزهري.

قلت: وقد روي هذا الحديث عن بكر بن وائل من غير طريق سفيان.

فقد أخرجه: ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ٣٢/ ٤٠ من طريق جعفر ابن علي، قال: حدثنا يوسف، عن بكر بن وائل، عن الزهريِّ، عن عروة، عن عائشة ، قالت: قال رسول الله : «ما أحدٌ أمنُّ عليَّ في صُحبتِهِ وذاتِ يده منْ أبي بكرٍ، وما نفعني مالٌ ما نَفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ مُتخذاً خليلاً، لاتخذتُ أبا بكر خليلاً».

إلا أنَّ هذا الإسناد ضعيف، جعفر بن علي ويوسف لم أقف لهما على ترجمة.

وأما الموطن الثاني: فإنَّ سفيان قد اضطرب في هذا الحديث في غير الموطن الذي قدمناه، فإنَّه -كما تقدم -، رواه مسنداً. ورواه عند أحمد في "فضائل الصحابة " (٢٤) عن الزهري إنْ شاء الله، عن عروة أو عن عمرة مرسلاً. وقد علّق الدارقطني طريقاً آخر مرسلاً، فقال كما في " أطراف الغرائب والأفراد " ٥/ ٤٥٧ (٦٠٥٣): «ورواه أبو عبيد الله المخزومي عن سفيان، عن الزهري، عن عروة إن شاء الله: أنَّ رسولَ اللهِ قالَ: «ما نفعني» لم يذكر عائشة ».

وأما الموطن الثالث: فإنَّ هذا الحديث يروى عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلاً، وهو المحفوظ من هذا الطريق. قال الإمام أحمد فيما نقله عنه ابنه في " الجامع في العلل " ١/ ٣٢٠ (٢٤٤٠) وفي " الفضائل "، له (٣٥) وفيما نقله عنه الخلاّل في " علله " كما في " المنتخب " عقب (١٠٧)، والخليلي في "الإرشاد" ١/ ٣٧٠ حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: قال رسول الله … فذكر الحديث.

وكذا أخرجه: ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ٣٢/ ٤٠ من طريق أحمد ابن منصور الزيادي، قال: حدثنا عبد الرزاق، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>