للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: بناءً على ما تقدم فيكون سفيان واهماً في ذكره لصيغة السماع، وإنَّه لم يسمع هذا الحديث من الزهري، وإنَّما سمعه من وائل، وعلى هذا فيكون الإسناد هكذا: سفيان، عن وائل، عن الزهري. وهذا الطريق علّقه الدارقطني كما في " أطراف الغرائب والأفراد " ٥/ ٤٥٧ (٦٠٥٣) فقال: «وقال يحيى بن معين، عن ابن عيينة، عن وائل ابن داود، عن الزهري».

وذكر الدارقطني طريقاً آخر فقال عقب الطريق المتقدم: «ورواه إبراهيم ابن بشار (١)، عن ابن عيينة، عن وائل، عن أبيه».

قلت: إبراهيم بن بشار خالف يحيى بن معين، إذن فالمحفوظ: سفيان، عن وائل، عن الزهري، عن عروة، وليس سفيان، عن وائل، عن أبيه. وعلى الرغم من كل ما تقدم، فإنَّ أهل العلم قالوا: بعدم سماع وائل لهذا الحديث من الزهري، فقد نقل الخليلي في " الإرشاد " ١/ ٣٧١ عن يحيى بن معين أنَّه قال: «وائل بن داود لم يسمعه من الزهري، وإنَّما سمعه من ابنه بكر ابن وائل، وكان بكر قد رأى الزهري فصار الحديث معلولاً»، وقال أحمد في " الجامع في العلل " ١/ ٣٢٠ (٢٤٤٠): «نرى وائلاً (٢) لم يسمع من الزهري، وإنَّما رواه عن ابنه بكر بن وائل، فأنكره أبي أشد الإنكار، وقال: هذا … خطأ».

وقال الدارقطني كما في " أطراف الغرائب والأفراد " ٥/ ٤٥٧ (٦٠٥٣): «ورواه يحيى بن معين (٣) عن ابن عيينة فلم يذكر فيه بكر بن وائل وجعله عن وائل، عن الزهري، عن عروة، وتفرّد به يحيى بن معين»، وقال الخليلي في " الإرشاد " ١/ ٣٧٠: «مثل هذا يحمل على خطأ الشيوخ».

إلا أنَّ أهل العلم قد تكلموا في رواية وائل، عن ابنه بكر، فقد نقل المزي في " تهذيب الكمال " ٧/ ٤٥٢ (٧٢٧٠) عن علي بن المديني أنَّه قال: «قال سفيان: وائل بن داود لم يسمع من ابنه شيئاً، إنَّما نظر في كتابه حديث الوليمة»، وقد تقدم كلام يحيى بن معين، وكلام الإمام أحمد.


(١) تحرف في المطبوع إلى: «يسار» وانظر: " تهذيب الكمال " ١/ ١٠٣ (١٥١).
(٢) في المطبوع: «وائل» خطأ.
(٣) في المطبوع: «معن» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>