المقبري»، وقال أيضاً فيما نقله السيوطي في " مفتاح الجنَّة ": ٢٤: «وهو مختلف على يحيى ابن آدم في إسناده ومتنه اختلافاً كثيراً يوجب الاضطراب، منهم من يذكر أبا هريرة، ومنهم من يرسل الحديث، ومنهم من يقول في متنه: إذا رويتُم
الحديثَ عني فاعرضوهُ على كتابِ الله … ».
واختلف قول الإمام الذهبي فيه فحمله في " ميزان الاعتدال " ٣/ ٣٥٢ على الفَضْل بن سهل وجعله من مستنكراته، فقال في ترجمة الفضل:«ومنْ مناكيره ما روى الحسن الصرصري، قال: حدثنا المحاملي، قال: حدثنا فضل، قال: حدثنا يحيى بن آدم .. »، به، وحمله في " سير أعلام النبلاء " ٩/ ٥٢٤ على يحيى بن آدم، فقال: «وله حديث منكر، رواه علي بن المديني، والحلواني، والفضْل بن سهل، والمخرمي (١)، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ» فذكره، وقال في المصدر نفسه ٩/ ٥٢٥:«وصله قويٌّ والثقة قد يغلط» كأنَّه استقر على إنكاره على يحيى.
وقال ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم والحكم " ٢/ ١٣١ بتحقيقي: «وهذا الحديث معلول أيضاً، وقد اختلف في إسناده على ابن أبي ذئب، ورواه الحفاظ عنه، عن سعيد مرسلاً؛ والمرسل أصح عند أئمة الحفاظ منهم: ابن معين، والبخاري، وأبو حاتم الرازي، وابن خزيمة، وقال: ما رأيت أحداً من علماء الحديث يثبت وصله».
وعلى الرغم مما تقدم فإنَّ شعيب بن إسحاق تابع يحيى بن آدم على إسناد هذا الحديث، فرواه ابن أبي حاتم في " العلل "(٢٤٤٥) من طريق بسام بن خالد، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قال أبو حاتم عنه:«هذا حديث منكر، والثقات لا يرفعونه».
قلت: فيه بسام بن خالد، ترجم له ابن حجر في " لسان الميزان "
(١) إنما رواه المخرمي عن علي بن المديني، وقد تقدم تخريج طريقه.