للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ٩/ ٥٢٤: «أخرجه الدارقطني ورواته ثقات».

قلت: هذا إسناد ظاهره الصحة، ولكنَّه معلول بعلتين، الأولى: اضطراب يحيى بن آدم فيه، فكما تقدم أنه رواه عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه: الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " ١/ ٢٣٣ قال حدثنا الحسين بن علي العجلي الكوفي.

وأخرجه: الطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (٦٠٦٨) وفي (تحفة الأخيار) (٥٤٥١)، وأبو إسماعيل الهروي في " ذم الكلام وأهله " (٦٧٣) من طريق الحسن بن علي الحلواني.

كلاهما: (الحسين، والحسن) عن يحيى بن آدم، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به. فأسقط من السند أبا سعيد.

والعلة الأخرى: أن حديثنا معلول بالإرسال، فيحيى بن آدم، وإنْ كان ثقة حافظاً فاضلاً (١). إلا أنَّه خالف إبراهيم بن طهمان: وهو ثقة يُغْربُ (٢). فرواه إبراهيم عند البخاري في " التاريخ الكبير " ٣/ ٣٩١ (٤٤٧٩) عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن النبيِّ ، مرسلاً.

وقال البخاري عقبه: «وقال يحيى يعني: ابن آدم، عن أبي هريرة: وهو وهم ليس فيه أبو هريرة، هو سعيد بن كيسان».

وقد وافق البخاريَّ على ترجيح الرواية المرسلة ابنُ خزيمة فيما نقله الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ٩/ ٥٢٤ عنه أنَّه قال: «في صحة هذا الحديث مقالٌ، لم نرَ في شرق الأرض ولا غربها أحداً يعرف هذا من غير رواية يحيى، ولا رأيتُ محدِّثاً يثبت هذا عن أبي هريرة»، وقال البيهقي فيما نقله عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٩/ ٥٢٥: «وجاء عن يحيى مرسلاً لسعيد


(١) " التقريب " (٧٤٩٦).
(٢): «وتُكلِّم فيه للإرجاء، ويقال: رجع عنه» " التقريب " (١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>