للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه: ابن أبي شيبة (١٥٠٨٨) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: "احفظوا عَني ولا تَقولوا: قال ابن عباس: أيما عبدٍ حَجَّ بهِ أهلُهُ، ثمَّ أُعتقَ فعليهِ الحجُّ، وأيما صبيٍ حجَّ بهِ أهلُهُ صبيًا، ثم أدركَ فعليهِ حجةُ الرجل، وأيما أعرابيٍ حجَّ أعرابيًا، ثم هاجر فعليه حجةُ المهاجر".

قال ابن الملقن في "تحفة المحتاج" ٢/ ١٣٢: "وهذا ظاهر في رفعه بل قطعي"، وكذا قال في "البدر المنير" ٦/ ١٨.

قلت: قال الحافظ ابن حجر في " النكت " ٢/ ٥٣٦، و: ٣١٣ - ٣١٤ بتحقيقي: "ومن أغرب ذلك سقوط الصيغة (١) مع الحكم بالرفع بالقرينة، كالحديث الذي رويناه من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس ، قال: احفظوا عني ولا تقولوا: قال ابن عباس : أيما عبد حج به أهله، ثم أعتق فعليه حجة أخرى … الحديث. رواه ابن أبي شيبة من هذا الوجه فزعم أبو الحسن بن القطان أنَّ ظاهره الرفع وأخذه من نهي ابن عباس لهم، عن إضافة القول إليه، فكأنَّه قال لهم: لا تضيفوه إلي وأضيفوه إلى الشارع. لكن يعكر عليه أنَّ البخاري (٢) رواه من طريق أبي السَفَر سعيد بن يحمد، قال: سمعت ابن عباس ، يقول: يا أيها الناس، اسمعوا مني ما أقول لكم، وأسمعوني ما تقولون، ولا تذهبوا فتقولوا: قال ابن عباس قال ابن عباس … فذكر الحديث. وظاهر هذا أنَّه إنَّما طلب منهم أنْ يعرضوا عليه قوله، ليصححه لهم؛ خشية أنْ يزيدوا فيه أو ينقصوا، والله أعلم".

هذا الحديث ظاهره الصحة، فرجاله كلهم ثقات، صححه جمع من الأئمة منهم: الحاكم إذ قال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وصحح ابن حزم في " المحلى " ٧/ ١٢ الرواية المرفوعة، قائلًا: "لأنَّ رواتها ثقات"، وقال أيضًا في كتاب " الإعراب " فيما نقله ابن الملقن في


(١) يعني: ما يقال عند ذكر الصحابي يرفعه أو يبلغُ به أو ينميه أو رواية.
(٢) " صحيح البخاري " ٥/ ٥٦ (٣٨٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>