للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلّى اللَّه عليه وسلّم: هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون [ (١) ] .

وخرّج البخاري ومسلم، من حديث مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة، عن أنس بن مالك رضى اللَّه عنه [قال] : إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان [رضى اللَّه عنها] فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت [رضى اللَّه عنهما] . [فدخل] عليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوما، فأطعمته، ثم جلست تفلى رأسه، فنام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: يا رسول اللَّه! ما يضحك؟ قال: ناس من أمتى عرضوا عليّ غزاة في سبيل اللَّه، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكا على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة- يشك أيهما- قال: قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه [تعالى] أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه، فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول اللَّه؟

قال: ناس من أمتى عرضوا عليّ غزاة في سبيل اللَّه [تعالى] ، كما قال في [الأولى] ، قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، أدع اللَّه أن يجعلني منهم، قال:

أنت من الأولين، فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية، [بن أبى سفيان] فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.

خرجه البخاري بهذا السند في باب الدعاء بالجهاد، والشهادة للرجال والنساء [ (٢) ] ، وفي كتاب الإستئذان [ (٣) ] ، وكذلك خرجه أبو


[ (١) ] (مسند أحمد) : ١/ ٦٦٢- ٦٦٣، حديث رقم (٣٧٩٦) .
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٦/ ١٢، كتاب الجهاد والسير، باب (٣) الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء، حديث رقم (٢٧٨٨) ، (٢٧٨٩) .
[ (٣) ] (فتح الباري) : ١١/ ٨٣، كتاب الاستئذان، باب (٤١) من زار قوما فقال عندهم، حديث رقم (٦٢٨٢) ، (٦٢٨٣) .
قوله: «قال عندهم» أي وقت القيلولة، والفعل الماضي منه ومن القول مشترك، بخلاف المضارع