للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرّج البخاري من حديث زهير، أخبرنا حميد عن أنس [رضى اللَّه عنه] قال: كان للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم ناقة،

ومن حديث أبى خالد الأحمر، عند حميد عن أنس [رضى اللَّه عنه] قال: كانت ناقة [لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تسمى العضباء، وكانت لا تسبق، فجاء أعرابى على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا: سبقت العضباء! فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إن حقا على اللَّه أن لا يرفع شيء من الدنيا إلا وضعه. ذكره في الرقاق [ (١) ] .

وذكره في الجهاد من حديث أبى إسحاق عن حميد قال: سمعت أنسا رضى اللَّه عنه قال: كانت ناقة النبي صلى اللَّه عليه وسلم يقال لها العضباء.

ومن حديث زهير، عن حميد عن أنس رضى اللَّه عنه قال: كانت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم ناقة تسمى العضباء لا تسبق. قال حميد: أو لا تكاد تسبق، فجاء أعرابى على قعود [ (٢) ] فسبقها، فشق [ذلك] على المسلمين حتى عرفه، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: حق


[ () ] بعد شهر، أو بعد سنة جاز، وفي الكفالة، باب جوار أبى بكر في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وعقده، وفي المغازي، باب غزوة الرجيع، ورعل، وذكوان، وبئر معونة، وفي اللباس، باب التصنع.
[ (١) ] (فتح الباري) : ١١/ ٤١٤، كتاب الرقاق، باب (٣٨) التواضع، حديث رقم (٦٥٠١) ، وما بين الحاصرتين من قوله: لرسول اللَّه ... سقط في (خ) واستدركناه من (ج) .
وفي الحديث إشارة إلى الحث على عدم الترفع، والحث على التواضع، والإعلام بأن أمور الدنيا ناقصة غير كاملة.
قال ابن بطال: فيه هوان الدنيا على اللَّه، والتنبيه على ترك المباهاة، والمفاخرة، وأن كل شيء هان على اللَّه فهو في محل الضعة، فحق على كل ذي عقل أن يزهد فيه، ويقل منافسته في طلبه.
وقال الطبري: في التواضع مصلحة الدين والدنيا، فإن الناس لو استعملوه في الدنيا لزالت بينهم الشحناء، ولاستراحوا من تعب المباهاة والمفاخرة.
قال الحافظ ابن حجر: وفيه أيضا حسن خلق النبي صلى اللَّه عليه وسلم، تواضعه، لكونه رضى أن أعرابيا يسابقه.
[ (٢) ] القعود، بفتح القاف: ما استحق الركوب من الإبل، وقال الخليل: القعودة من الإبل ما يقعده الراعي لحمل متاعه، والهاء فيه للمبالغة. (فتح الباري) .