للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: وهل على الكافر حفظة؟

جوابه: نعم، كما شمله بل صرح به قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)} [الانفطار: ٩ - ١٢].

وقوله: هل هم غير الكاتبين الكريمين؟

جوابه: أنه قد عُلم أن ملائكة الحفظ الموكلين بالإنسان ينقسمون إلى أن منهم من هو موكل بالحفظ لا غير، ومنهم - وهما الكاتبان الكريمان - من هو موكل بالحفظ والكتابة، وورد في هذين أنهم لا يفارقون الإنسان" (١).

التقويم:

"كل حركة في السماوات والأرض ... فهي ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسماوات والأرض، كما قال تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} [النازعات: ٥]، وقوله: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤)} [الذاريات: ٤] ... وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات" (٢)، وأن من أصنافهم: الحفظة: وهم الذين يحفظون بني آدم، والكتبة: وهم الذين يكتبون أعمالهم ويحصونها عليهم.

يقول سبحانه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)} [الانفطار: ١٠ - ١٢]، ويقول جل وعلا: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: ١١].

يقول الحافظ ابن كثير - رَحِمَهُ الله -: "للعبد ملائكة يتعاقبون عليه حراس بالليل وحراس بالنهار يحفظونه من الأسواء والحادثات، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر، وملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه


(١) الفتاوى الحديثية (ص ٤٨ - ٥٢)، وانظر: (ص ٩٠) (ص ٢١٨).
(٢) إغاثة اللهفان (٢/ ١٢٥).

<<  <   >  >>