(٢) روي عن ابن عباس، والسدي: أنه لم ينزل بعد هذه الاية حلال ولا حرام ولا شيء من الفرائض، وكان ذلك يوم عرفة عام حجة الوداع، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاش بعد نزول هذه الآية إحدى وثمانين ليلة. وذهب البعض إلى أن المراد بإتمام الدين هنا هو إفراد المؤمنين بحج بيت الله الحرام دون المشركين، وهذا ما رجحه ابن جرير. [تفسير الطبري: ٦/ ٧٩، تفسير البغوي: ٣/ ١٣، تفسير ابن كثير: ٢/ ١٢]. قال القرطبي: وقال الجمهور: المراد معظم الفرائض والتحليل والتحريم، قالوا: وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير، ونزلت آية الربا ونزلت آية الكلالة إلى غير ذلك، وإنما كمل معظم الدين، وأمر الحج إذ لم يطف معهم في هذه السنة مشرك، ولا طاف بالبيت عريان، ووقف الناس كلهم بعرفة، وقيل: أكملت لكم دينكم بأن أهلكت لكم عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله، كما تقول: قد تم لنا ما نريد إذا كفيت عدوك. [الجامع لأحكام القرآن: ٦/ ٦١].