(٢) روى مسلم في صحيحه: ١/ ٣٠٣ كتاب الصلاة حديث: ٦٢ عن أبي عوانة عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان الرقاشي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا: آمين يجبكم الله .. الحديث. ثم قال الإمام مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة. ح وحدثنا أبو غسان المسمعي، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير عن سليمان التيمي، كل هؤلاء عن قتادة في هذا الإسناد بمثله، وفي حديث جرير عن سليمان عن قتادة من الزيادة: (وإذا قرأ فأنصتوا). وقد رواه أبو داود في سننه: ١/ ٢٥٦ باب التشهد كتاب الصلاة عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة عن أبي غلاب عن حطان عن أبي موسى بهذه الزيادة. قال أبو داود: وقوله (فأنصتوا) ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث. سنن ابن ماجة: ١/ ١٥٢ باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا من أبواب إقامة الصلاة، مسند أحمد: ٤/ ٤١٥، مسند أبي يعلى: ٦/ ٢٣٥، أحكام القرآن للطحاوي: ١/ ٢٤٦، سنن الدارقطني: ١/ ٣٣٠ الموضع السابق حديث: ١٧ كلهم من طريق جرير عن سليمان التيمي به. قال الدارقطني: وكذلك رواه سفيان الثوري عن سليمان التيمي، ورواه هشام الدستوائي، وسعيد، وشعبة، وهمام، وأبو عوانة، وأبان، وعدي بن أبي عمارة كلهم عن قتادة فلم يقل أحد منهم (وإذا قرأ فأنصتوا) وهم أصحاب قتادة الحفاظ عنه. سنن البيهقي: ٢/ ١٥٥ باب من قال يترك القراءة فيما جهر فيه الإمام بالقراءة كتاب الصلاة، ثم ذكر مخالفة أصحاب قتادة لهذه الزيادة.
وقد صحح الإمام مسلم هذه الزيادة ففي صحيحه: ١/ ٣٠٤ قال أبو إسحاق - الرواوي عن مسلم - قال أبو بكر في هذا الحديث - أي طعن فيه - فقال مسلم: تريد أحفظ من سليمان. واعترض على هذا التصحيح النووي حيث قال: واجتماع هؤلاء الحفاظ على تضعيفها مقدم على تصحيح مسلم، لا سيما ولم يروها مسندة في صحيحه. ... [شرح النووي على صحيح مسلم: ٤/ ١٦٢]. قلت: وهذه الزيادة وإن كانت غير صحيحة فلها شاهد من حديث أبي هريرة السابق.