القول الثالث: وهو قول أهل السنة الذين هم وسط في الأقوال فقالوا: بأن الله موصوف بأنه حكيم، فكل ما يصدر عنه - جل وعلا - إنما يصدر عن حكمة بالغة، سواء في ذلك فعله أو أمره، وأن هذه الحكمة ترجع إليه جل وعلا، فهي صفة من صفات ذاته، كما أقروا أن الخلق خلق لغاية، ولم يخلق سدى ولا عبثاً وهذه الغاية هي عبادته، وأقروا بعموم قدرة الله على كل شيء، ومشيئته النافذة في كل شيء، وأنه الخالق لكل شيء، ولم يوجبوا عليه إلا ما أوجبه هو - جل وعلا - على نفسه. وهذا هو الرأي الصحيح، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: ١١٥]، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان: ٣٨ - ٣٩]، والأدلة العقلية على ذلك كثيرة. ينظر: الانتصار في الرد على المعتزلة (٢/ ٤٥٩)، شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (١٨٦/ ٢٠٦) [لابن قيم الجوزية ت: ٧٥١ هـ، دار المعرفة، بيروت، ط: ١٣٩٨ هـ/١٩٧٨ م]، لوامع الأنوار البهية (١/ ٢٨٠). (١) ينظر: المفردات - مادة درج (١/ ١١٣)، المعجم الوسيط - باب الدال (١/ ٢٧٧)، معجم اللغة العربية المعاصرة - مادة درج (١/ ٧٣٤). (٢) في ب: النعمة. والمثبت أعلى هو الصحيح. (٣) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٤ / ب). (٤) ينظر: مفاتيح الغيب (٦/ ٣٦٧)، البحر المحيط (٢/ ٣٥٣)، غرائب القرآن (١/ ٥٨٣). (٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤١ / ب - ٣٤٢ / أ).