للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث يقول: الله يعلم أن ما في قلبي موافِقٌ لما في لساني، وهو عطف على {يُعْجِبُكَ}.

ــ

والشرطية بعد (١) تحتمل العطف على: {يُعْجِبُكَ}] (٢)، صلة أو صفة، والاستئناف (٣) لمجرد الإخبار بالحال، والكلام تم بـ {أَلَدُّ الْخِصَامِ}." (٤) أهـ

(حيث يقول: الله أعلم): هو مثال (٥).


(١) الجملة الشرطية: هي الجملة المصدّرة بأداة الشرط، مشتملة على ركنين يترتب أحدهما على الآخر، ويسمى ما يلي الأداة شرطا، وثانيهما جوابا للشرط وجزاء.
وأدوات الشرط: هي كَلِمٌ وضعت لتعليق جملة بجملة، تكون الأولى سببا والثانية مسببا.
وهي: إن وما ومن وإذا ولو ومهما ومتى وأيان وأي وأين وأنى وحيثما وكيفما وإذ ما.
ينظر: توضيح المقاصد والمسالك (٣/ ١٢٧٤)، شرح شذور الذهب (٢/ ٥٩٢) [لشمس الدين الجَوجَري القاهري ت: ٨٨٩ هـ، رسالة ماجستير تحقيق: نواف بن جزاء الحارثي، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط: الأولى، ١٤٢٣ هـ/٢٠٠٤ م]، همع الهوامع (٢/ ٥٤٥).
ويقصد بالجملة الشرطية هنا قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى} [البقرة: ٢٠٥]. ينظر: الدر المصون (٢/ ٣٥١).
وقال أبو حيان في البحر المحيط (٢/ ٣٣١) عند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى}: " وهذه الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ إِمَّا مُسْتَأْنَفَةٌ، وَقد تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}، وَإِمَّا مَعْطُوفَةٌ عَلَى صِلَةِ {مَنْ} أَوْ صِفَتِهَا، مِنْ قَوْلِهِ: {يُعْجِبُكَ}."
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من ب.
(٣) الاستئناف: هُوَ أَن يكون الْكَلَام الْمُتَقَدّم موردا للسؤال، فَيجْعَل ذَلِك الْمُقدر كالمحقق، وَيُجَاب بالْكلَام الثَّانِي، فَالْكَلَام مُرْتَبِط بِمَا قبله من حَيْثُ الْمَعْنى، وَإِن كَانَ مَقْطُوعًا لفظا، فالاستئناف: هو ما وقع جوابا لسؤال مقدر معنى. ينظر: التعريفات (١/ ١٨)، الكليات (١/ ١٠٦).
والفرق بين الجملة الاستئنافية والجملة الابتدائية:
أن الابتدائية: هي التي تكونُ في مُفتَتحِ الكلامِ، كقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: ١].
أما الاستئنافيّةُ: فهي التي تقعُ في أثناءِ الكلامِ، لاستئنافِ كلامٍ جديدٍ، وهي منقطعةً عمّا قبلَها لفظا، مرتبطة به معنى. وقد تقترنَ بالفاءِ أو الواو الاستئنافيَّتين. فالأولُ: كقوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: ١٩٠]. والثاني: كقولهِ: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى} [آل عمران: ٣٦]. ينظر: جامع الدروس العربية (٣/ ٢٨٧).
(٤) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٠٠).
(٥) أي مثال لما يقوله.

<<  <   >  >>